أزمة سياسية تهز إسرائيل.. خلافات تهدد بسقوط حكومة نتنياهو

أعلن حزب “يهودية التوراة المتحدة”، الممثل لليهود الأرثوذكس المتشددين (الحريديم)، الأربعاء، انسحابه من الائتلاف الحاكم في إسرائيل، احتجاجاً على خطط فرض الخدمة العسكرية الإلزامية على أبناء طائفتهم، وهو ما يضع حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في موقف سياسي حرج ويهدد استقرارها.
وجاء في بيان أصدره كبار الحاخامات في الحزب أن قرار الانسحاب جاء بعد تصاعد الخلافات بشأن إجبار الرجال الحريديم على الخدمة في الجيش، وهي قضية شائكة لطالما سببت توتراً داخل الائتلاف الحاكم. ويشغل الحزب 7 مقاعد من أصل 120 في الكنيست، وفي حال انسحابه الرسمي، ستتراجع الأغلبية البرلمانية للحكومة، ما يهدد تماسكها واستمرارها.
ويُرجَّح أن تستغل أحزاب المعارضة هذا الانقسام من خلال محاولة حلّ الكنيست الأسبوع المقبل، خاصةً في ظل مؤشرات استطلاعات الرأي التي تتوقع تراجع شعبية نتنياهو واحتمال خسارته في الانتخابات المقررة في أكتوبر المقبل.
وتعود جذور الأزمة إلى الجدل المتواصل حول تجنيد المتدينين في الجيش، والذي عاد إلى الواجهة نتيجة النقص الحاد في الجنود عقب الحرب في غزة. فبينما تمتع أفراد الطائفة الأرثوذكسية المتشددة بإعفاءات من الخدمة العسكرية لعقود، انتهى العمل بهذا الإعفاء العام الماضي، وفشلت الحكومة في تمرير قانون جديد يكرّس هذا الامتياز. كما أصدرت المحكمة العليا في صيف 2024 قراراً يقضي بضرورة تجنيد الحريديم أسوة بغيرهم.
ويرى كثير من اليهود الأرثوذكس المتشددين أن الخدمة العسكرية تتعارض مع نمط حياتهم الديني، لاسيما بسبب اختلاط النساء والرجال في وحدات الجيش، وهو ما يزيد من تعقيد الأزمة الحالية ويضع حكومة نتنياهو في اختبار مصيري.
اترك تعليقاً