1. مقالات
  2. أمريكا.. الجحود والابتزاز في أوضح صوره!

أمريكا.. الجحود والابتزاز في أوضح صوره!

c3bddd9d 4f3a 4481 83d3 70c78114c52e

بقلم : فهد المجلية العازمي

       رئيس تحرير وربة نيوز

هل تدفع الكويت ثمن إنسانيتها؟

يبدو أن أمريكا، التي لطالما تغنت بمبادئ الحرية والديمقراطية، قد قررت أن تسقط القناع وتكشف عن وجهها الحقيقي؛ الجشع، المتلون، والناكر للجميل. تصريحات وزير التجارة الأمريكي، هوارد لوتنيك، ضد الكويت لم تأتِ من فراغ، بل تعكس استراتيجية أمريكية تقوم على الابتزاز السياسي والاقتصادي لكل من لا يسير في ركب مصالحها أو يتملق لإسرائيل.

تحرير الكويت.. هل كان جميلاً أم استثماراً؟

لمن لا يتذكر، كانت الكويت ساحة معركة في حرب الخليج، ووقفت أمريكا على رأس التحالف الذي حررها من الغزو العراقي. لكن هل كان ذلك بدافع الصداقة أو دعم الحلفاء؟ أم أنه كان مجرد استثمار طويل الأمد، تستغله واشنطن الآن لتحصيل “فوائد” على طريقتها القذرة؟

منذ ذلك الحين، أصبحت العلاقات الكويتية-الأمريكية قائمة على المصالح المشتركة، لكن يبدو أن الجانب الأمريكي لم يكتفِ بحصوله على امتيازات عسكرية وسياسية، بل يريد المزيد، حتى لو كان ذلك على حساب سيادة الكويت وكرامتها.

تصريحات لوتنيك.. بداية لحملة أمريكية قذرة؟

تصريحات وزير التجارة الأمريكي المسيئة للكويت ليست زلة لسان، بل خطوة مدروسة ضمن حملة ضغط أمريكية قد تتصاعد في الفترة المقبلة. ولعل التوقيت ليس مصادفة، فمع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، تحاول الإدارة الأمريكية تخويف الدول العربية من مغبة التعاطف مع الشعب الفلسطيني أو تقديم الدعم له، مستغلة سلاح العقوبات الاقتصادية والضغط الدبلوماسي.

الكويت.. على قائمة “العقوبات الناعمة”؟

من المتوقع أن تشهد العلاقات الكويتية-الأمريكية فتورًا خلال الفترة القادمة، وربما نشهد خطوات تصعيدية ضد الاستثمارات الكويتية في أمريكا، تحت ذرائع واهية مثل “مكافحة تمويل الإرهاب” أو “ضبط المعاملات المالية”. نفس السيناريو الذي تم تطبيقه على دول أخرى يُعاد الآن، ولكن بأساليب أكثر خبثًا.

وهنا يأتي السؤال الأهم: هل ستتجرأ واشنطن على تصنيف الكويت ضمن “القائمة السوداء” لأنها وقفت مع  أهل غزة، أم أن هناك مخططًا أوسع لتحجيم الدور الإنساني للكويت في المنطقة؟

من لم يستحِ فليقل ما شاء!

نحن اليوم في زمن لا يخجل فيه السياسيون من الكذب والتدليس، وزمن أصبح الدفاع عن المظلومين جريمة في نظر الدول الكبرى. فإذا كانت الكويت اليوم تُدان لأنها تقف مع أهل غزة، فما الذي سيأتي بعد ذلك؟ هل سيتم اتهامها بدعم “الإرهاب” فقط لأنها ترفض بيع ضميرها؟

أمريكا.. الحليف الذي لا يؤتمن!

هذه ليست المرة الأولى التي تثبت فيها أمريكا أنها حليف لا يمكن الوثوق به، ولن تكون الأخيرة. فالتاريخ مليء بالأمثلة على خذلان واشنطن لحلفائها عندما تنتهي صلاحيتهم، أو عندما يرفضون الانصياع لأوامرها. وها هي الكويت، التي كانت يومًا ما “صديقًا استراتيجيًا”، تُعامل اليوم وكأنها مجرد ورقة ضغط سياسي.

ختامًا.. رسالة للكويت وأهلها

ما يحدث اليوم هو فرصة لمراجعة العلاقة مع أمريكا، وإعادة تقييم مدى جدوى الرهان على شراكة مع دولة لا تتردد في طعن حلفائها في الظهر. الكويت دولة ذات سيادة، ولن تخضع لابتزاز سياسي أو اقتصادي، وستظل شامخة بمواقفها الإنسانية والحقوقية، شاء من شاء وأبى من أبى.

أما لوتنيك ومن وراءه، فنقول: الكويت ليست للبيع، وإن كانت ذاكرتكم قصيرة، فذاكرة الشعوب طويلة، ولن تنسى من وقف معها.. ومن حاول ابتزازها!

اترك تعليقاً

رجوع إلى الأعلى