«التصعيد الأمريكي ضد الحوثيين» ضربة حاسمة أم مواجهة طويلة الأمد؟

شهدت الأسابيع الأخيرة تصعيدًا عسكريًا لافتًا بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثيين، بعد سلسلة من الهجمات التي استهدفت السفن في البحر الأحمر. جاء الرد الأمريكي عبر ضربات جوية مكثفة، في محاولة لوقف تهديد الحوثيين للملاحة الدولية.
لكن التطورات تشير إلى أن الجماعة المسلحة لم تتراجع، بل وسّعت نطاق عملياتها، مما يعكس قدرتها على امتصاص الضربات الجوية والتكيف مع الضغوط العسكرية. في هذا السياق، يبقى التساؤل مفتوحًا حول ما إذا كانت هذه الضربات ستؤدي إلى ردع الحوثيين، أم أنها ستدفع إلى مزيد من التصعيد في المنطقة.
ضربات أمريكية
تسعى الضربات الأمريكية الأخيرة ضد الحوثيين إلى توجيه رسالة حازمة بأن واشنطن لن تتهاون مع تهديداتهم للملاحة الدولية. ومنذ تصاعد هجماتهم بعد هجوم حماس في أكتوبر 2023، بات الحوثيون يشكلون تهديدًا متزايدًا باستخدام الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، مستفيدين من الدعم الإيراني المستمر.
أطلقت الولايات المتحدة وحلفاؤها في ديسمبر 2023 عملية “حارس الازدهار” لحماية الملاحة في البحر الأحمر، إلا أن الهجمات الحوثية استمرت، ما يعكس قدرتهم على تجاوز الإجراءات الدفاعية الأمريكية. رغم الدعم البحري الغربي، تمكن الحوثيون من توجيه ضربات نوعية، ما ألقى بظلال من الشك حول فاعلية الاستراتيجية الأمريكية.
إسرائيل ترد
في البداية، تجاهلت إسرائيل الحوثيين لانشغالها بالحرب في غزة، لكن هجومًا بطائرة مسيرة أسفر عن قتلى في تل أبيب في يوليو 2024 دفعها إلى شن غارات جوية استمرت ستة أشهر.
وعلى الرغم من ذلك، لم تنجح هذه العمليات في وقف هجمات الحوثيين، التي تصاعدت في الأشهر الأخيرة من عام 2024.
تصعيد ترامب وتحذير إيران
أصدر ترامب تحذيرات شديدة اللهجة للحوثيين وطهران، مؤكدًا أن “الجحيم سينهال عليهم” إذا استمر تهديدهم.
كما هدد إيران بشكل مباشر، مطالبًا بوقف دعمها الفوري للحوثيين، في خطوة تعكس رغبته في فرض قواعد اشتباك جديدة في المنطقة.
اترك تعليقاً