الخرطوم تُواجه أزمة دفن مع ارتفاع الوفيات وامتداد المقابر إلى الشوارع
يواجه سكان العاصمة السودانية الخرطوم أزمة متفاقمة في دفن الموتى، مع تزايد أعداد الوفيات ونفاد المساحات المخصصة للمقابر في معظم أنحاء المدينة، بحسب ما أفاد به متطوعون يعملون في تقديم المساعدات الصحية ودفن الجثث.
وتداول مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع مصوّرة تُظهر مئات القبور وقد امتدت خارج حدود المقابر الرسمية في أم درمان، لتشغل شوارع وأحياء سكنية، في مشهد يعكس حجم الكارثة الصحية والإنسانية التي تعيشها المدينة.
وتُشير التقديرات الأولية إلى أن أكثر من ثلاثة آلاف شخص لقوا حتفهم خلال الأسابيع الثلاثة الماضية في منطقتي أم درمان وجنوب الخرطوم، بسبب انتشار أمراض غريبة وأوبئة وسط انهيار شبه كامل في القطاع الصحي، الذي خرج أكثر من 70% من مؤسساته عن الخدمة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
ووفقًا لدراسة أعدّتها كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، فإن أسباب معظم الوفيات خلال الخمسة عشر شهرًا الأولى من النزاع تعود إلى الجوع، وسوء التغذية، وانتشار الأمراض المعدية التي كان بالإمكان الوقاية منها، مشيرة إلى أن نحو 61 ألف شخص فقدوا حياتهم في تلك الفترة وحدها.
الباحثة في الكلية ميسون دهب حذرت من أن الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى بكثير من المعلن، إذ لا يُبلّغ رسميًا سوى عن 10% من إجمالي الوفيات بسبب تعطل مؤسسات الرصد والإحصاء، والانقطاع الطويل للكهرباء والاتصالات، والانفلات الأمني الواسع.
وتُفاقم أزمة المقابر انتشار الكوليرا في عشر ولايات سودانية، وسط توقعات بعودة التفشي مع حلول موسم الأمطار. كما تسجل البلاد ارتفاعاً في حالات الملاريا، وحمى الضنك، والحصبة، والإسهالات، والتهابات الجهاز التنفسي.
وأعربت منظمة “أطباء بلا حدود” عن قلقها البالغ حيال الأوضاع الصحية، مشيرة إلى أن 83% من السكان غير قادرين على الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية. وأكدت المنظمة أن أعدادًا كبيرة من مرضى السرطان، والسكري، والسل، وفيروس نقص المناعة البشرية، يموتون بسبب انقطاع الأدوية والعلاج.
وفي السياق ذاته، أشارت سلافة حامد أحمد، المسؤولة في منظمة “جوانا أمل” المعنية برعاية الأطفال المصابين بالسرطان، إلى أن الحرب تسببت في فقدان عدد كبير من الأطفال بسبب تأخر العلاج ونقص الجرعات.
اترك تعليقاً