الراوي و الحكايات الشعبيه

بقلم: دكتور يوسف احمد النشابه_مملكة البحرين
يُعد الراوي صديقا للتراث خصوصاً الحكايات الشعبية .
الراوي هو من كرس حياته للحفاظ على التراث الشعبي و الوطني ونقله إلى الأجيال المتعاقبة بأسلوب يجمع بين المتعة والفائدة؛ من خلال سرده القصصي المتميز.
وقد نجح في إحياء الحكايات الشعبية وإبراز القيم الدينيه ،و السلوكية الجيدة، و الثقافية التي تشكل الهوية للمجتمع الذي وجدت فيه .
لم يقتصر دور الراوي على حفظ التراث، و حفظ الحكايات من عالم النسيان بل اصبح له دور مسلي ،و مصدر فرح للجمهور بمختلف فئاته، من الأطفال إلى الشيوخ، مقدماً عروضًا تنبض بالحياة والإبداع؛و ذلك في ظل افتقار الناس و الاسرة إلى فضاءات الترفيه والترويح عن النفس، جسّد الراوي نموذجًا فريدًا يمزج بين الحفاظ على الموروث الثقافي وإدخال البهجة في النفوس، مما جعله رمزًا ثقافيًا يحيي الذاكرة الجماعية بأسلوب مشوق وساحر.
*سفير التراث ومُلهِم الأجيال*
يُعتبر الراوي الصديق و نموذجً للحكواتي العالمي الذي يسرد الحكايات ، بل جعل منها جسراً للتواصل بين الماضي والحاضر، بين الأجيال، وبين الفنون والتراث. بأسلوبه المبدع، استطاع أن يعيد للحكاية الشعبية بريقها، حيث حمل عبر صوته وإيماءاته عبق التقاليد ، محافظًا على كنوز شفوية مهددة بالإندثار.
لم يكن مجرد راوٍ، بل كان مبدعًا يُضفي على كل حكاية روحًا، فيجعل منها عرضًا ممتعًا يخطف أنفاس الجمهور، كبارًا وصغارًا، ويمنحهم لحظات من الترفيه العفوي الذي تفتقده الحياة اليومية للناس .
في ظل إيقاع الحياة السريع، حيث تراجعت المساحات المخصصة للتسلية والفنون، قدّم الراوي متنفسًا ثقافيًا أصيلًا، يجمع بين التعليم والترفيه، بين الحكمة والضحك، وبين القيم الأصيلة والإبداع الحديث. فكلما جلس أمام جمهوره، أطلق العنان لقصصه التي تحمل في طياتها عبق الأجداد وأحلام الصغار، ليخلق فضاءً من السحر والتفاعل الحي، حيث تتحول الكلمات إلى صور، والقصص إلى تجارب نابضة بالحياة.و ذلك في مخيلة المستمع.
بفضل جهود الراوي، لم تعد الحكاية مجرّد ترفٍ أو إرثٍ منسي، بل أصبحت أداةً ثقافيةً قويةً لإعادة إحياء التراث، وتعزيز الهوية الوطنية، وإضفاء روح البهجة على المجتمع. إن مساهمته لا تقتصر على الترفيه فقط، بل على التثقيف ايضاً.
اترك تعليقاً