الكويت وسوريا.. عقود من التعاون والتفاهم المشترك

تكتسب الزيارة الرسمية التي يقوم بها اليوم الأحد الرئيس السوري أحمد الشرع والوفد المرافق له إلى الكويت أهمية خاصة، في إطار تعزيز العلاقات الكويتية – السورية، حيث سيجري مباحثات رسمية مع سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، تأكيداً لموقف الكويت الثابت والداعم لوحدة سوريا وسيادتها على كامل أراضيها.
وقد بدأت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين رسميًا في 24 أكتوبر 1963، مع افتتاح السفارة السورية في الكويت، تلاها افتتاح السفارة الكويتية في دمشق، لتشهد العلاقات تطوراً مستمراً وتعاوناً مثمراً في مختلف المجالات على مدى ستة عقود.
لكن هذه العلاقات توقفت مؤقتًا بين عامي 2012 و2024 بسبب تطورات الأوضاع الأمنية في سوريا، حيث أغلقت الكويت سفارتها في دمشق في مارس 2012 تماشياً مع موقف دول مجلس التعاون الخليجي. وفي نهاية ديسمبر 2024، شهدت العلاقات تطوراً مهماً عندما زار وزير الخارجية الكويتي عبدالله اليحيا دمشق، حاملاً رسالة تضامن من دول المجلس، ومؤكداً التزامها بوحدة سوريا وسيادتها ورفضها لأي تدخل خارجي.
وجاءت توجيهات سمو أمير البلاد خلال تلك الزيارة بتقديم مساعدات إنسانية عاجلة إلى الشعب السوري، حيث انطلقت أولى رحلات الجسر الجوي من الكويت نحو سوريا، محملة بالمساعدات الغذائية والطبية بإشراف جمعية الهلال الأحمر الكويتي، في تجسيد للدور الإنساني الكويتي.
وعلى مدار العقود الماضية، تبادل البلدان الزيارات الرسمية على مختلف المستويات، وشهد التعاون بينهما تطورًا في العديد من المجالات، مدعوماً باتفاقيات ثنائية تشمل الجوانب الاقتصادية والتجارية والعلمية. كما لعب الصندوق الكويتي للتنمية دوراً بارزاً في تمويل عدد من المشاريع التنموية في سوريا منذ عام 1969.
وكانت سوريا من الدول التي شاركت في التحالف الدولي لتحرير الكويت عام 1991، في حين أكدت الكويت في مناسبات عدة دعمها لسوريا في سعيها لتحرير الجولان المحتل.
وعلى مستوى الأزمة السورية التي اندلعت عام 2011، اتخذت الكويت مواقف إنسانية ودبلوماسية بارزة، حيث استضافت أول ثلاث مؤتمرات للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا بين عامي 2013 و2015، وشاركت في مؤتمرات لاحقة، منها مؤتمر بروكسل الأخير في مارس الماضي.
كما واصلت الكويت تقديم المساعدات للسوريين النازحين داخل بلادهم والمهجرين في دول الجوار، بالتعاون مع جمعياتها الخيرية ومؤسساتها الإنسانية، مؤكدة في أكثر من بيان خلال الأشهر الماضية تمسكها بوحدة سوريا ورفضها لأي انتهاك لسيادتها.
وكان من بين أبرز هذه المواقف إدانة الكويت للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، منها الغارة على محيط القصر الرئاسي في دمشق في مايو 2025، إلى جانب ترحيبها برفع العقوبات الأمريكية والأوروبية عن سوريا كخطوة إيجابية نحو إعادة بناء البلاد.
اترك تعليقاً