“سوريا الجديدة.. أحمد الشرع بين فخاخ الداخل ومؤامرات الخارج!”

بقلم: فهد المجلية العازمي
في عالم السياسة، لا شيء يحدث بالصدفة.
سقوط نظام بشار الأسد وظهور أحمد الشرع على المشهد السوري ليس مجرد تغيير في الوجوه،
بل هو زلزال سياسي يعيد تشكيل خريطة الشرق الأوسط بالكامل.
لكن السؤال الأهم: هل أحمد الشرع قائد حقيقي لسوريا أم مجرد ورقة جديدة في لعبة الكبار؟
من يحكم دمشق حقًا؟
عندما دخل أحمد الشرع القصر الجمهوري، لم يكن وحده. خلف الكواليس، هناك لاعبين كبار، بعضهم يبارك حكمه، والبعض الآخر يخطط للإطاحة به في اللحظة المناسبة. فهل هو الحاكم الفعلي، أم مجرد مرحلة انتقالية قبل عودة “المؤسسة القديمة” بوجوه جديدة؟
التحديات الداخلية:
لغم تحت كرسي الحكم
- 1. جيش أم ميليشيات؟
الشرع ورث جيشًا مفككًا وفصائل متناحرة. أي خطوة خاطئة قد تشعل حربًا داخلية أخطر من الحرب التي أسقطت الأسد. هل سيتمكن من دمج هؤلاء في جيش وطني حقيقي، أم أن لعبة الولاءات ستنهي حكمه قبل أن يبدأ؟
- 2. الأقليات بين المطرقة والسندان
سوريا ليست ساحة خالية، بل فسيفساء معقدة من الطوائف والقوميات.
الجميع ينتظر أول زلة للشرع لتبرير التدخل، فكيف سيتعامل مع هذا اللغم الموقوت؟
- 3. الاقتصاد.. السلاح الأخطر
الدمار في سوريا ليس فقط في المباني، بل في الجيوب والعقول. إعادة الإعمار تحتاج أموالًا، ومن يملك المال يفرض الشروط. فهل سيكون الاقتصاد بابًا للاستقلال أم مدخلًا لفرض الهيمنة الدولية؟
الألغام الخارجية: “العالم” لم يقل كلمته بعد
- 1. لعبة المخابرات النشطة
أمريكا، روسيا، تركيا، إيران، وإسرائيل.. كل طرف له حساباته، وكل مخابرات تبحث عن “عميلها” في دمشق.
فهل ينجو الشرع من هذا الفخ أم يصبح مجرد بيدق في رقعة شطرنج دولية؟
- 2. ملف الإرهاب.. ورقة الضغط الجاهزة
ماضي الشرع، واسمه السابق “أبو محمد الجولاني” لا يزال في الأدراج الدولية. أي خطوة خاطئة، وسيُعاد تفعيل هذا الملف لإسقاطه تحت عنوان “محاربة الإرهاب”؛ فهل يدرك أن الشرعية الدولية سلاح يُستخدم لاكتساب الوقت فقط؟
- 3. إعادة الإعمار أم إعادة الاحتلال؟
المال السياسي أخطر من المدافع.
الشركات الدولية تتأهب لدخول سوريا، ليس لإنقاذها، بل لوضع يدها على مقدراتها.
فهل يدرك الشرع أن الحرب القادمة ستكون حرب عقود واتفاقيات، لا حرب دبابات وطائرات؟
الشرع.. ورقة بيد من؟
اللعبة لم تنتهِ، والخطأ القاتل لأي رئيس في الشرق الأوسط هو أن يصدق أنه مستقل فعلًا.
أحمد الشرع إما أن يكتب تاريخه بنفسه، أو يتم حذفه من المشهد كما تم حذف من سبقوه.
الأيام القادمة ستكشف الحقيقة.. لكن المؤكد أن سوريا لم تخرج بعد من فخ المخابرات الدولية.
اترك تعليقاً