ظاهرة تستحق الوقوف عندها

بقلم | د. عيسى فلاح العازمي
في السنوات الأخيرة بدأنا نلاحظ ظاهرة غريبة وخطيرة في آن واحد، وهي قيام بعض الأسر بمكافأة أبنائها عند النجاح، وخاصة في الصف الرابع الثانوي، بمنحهم تذاكر سفر إلى أماكن سياحية مشبوهة مثل مدينة بتايا في تايلاند.
قد يكون الأب أو ولي الأمر يظن أنه يكافئ ابنه ويمنحه فرصة للترفيه، لكن في الواقع هو يفتح أمامه أبوابًا واسعة للفساد والانحراف.
المصيبة تكبر حين لا يذهب الشاب وحده، بل يصطحب أبناء عمومته وأصدقاءه الأصغر منه سنًّا، أعمارهم بين 15 و16 سنة، فيسافرون في مجموعة أكبرهم لا يتجاوز 18 عامًا! هل يعقل أن يُترك هؤلاء الصغار، بلا وعي كافٍ ولا خبرة بالحياة، ليواجهوا بيئة مليئة بالبارات والديسكوهات والحشيش والمساجات المشبوهة المنتشرة في كل زاوية؟
من لا يعرف حقيقة هذه الأماكن، عليه أن يسمع القصص المؤلمة: عصابات تايلندية تتحرش بالشباب وتعتدي عليهم بالسكاكين والصواطير، عمليات نصب على السائحين بالسياكل، حوادث مميتة أو كسور خطيرة، ناهيك عن الأمراض والانحرافات التي قد تدمّر حياة الشاب ومستقبله.
لقد ذهب جيلنا في السابق إلى مثل هذه الأماكن، ولكن في أعمار أكبر نسبيًا، بين العشرين والثانية والعشرين، ومع ذلك أدركنا لاحقًا حجم الخطأ وتمنينا لو أن الرحلة لم تتم. فكيف الحال مع من لا يزالون في منتصف سن المراهقة، لم يكتمل وعيهم، ولم تتشكل لديهم القيم التي تحميهم من الانحراف؟
أيها الأب، مكافأة ابنك على نجاحه يجب أن تكون في إطار يعزز رجولته ويقوي شخصيته، لا أن تدفعه نحو بيئة خطرة قد تسلبه أخلاقه وصحته وحتى حياته. ليس كل ترفيه بريئًا، وليس كل مكافأة في صالح ابنك.
اتقوا الله في أبنائكم، فإنكم مسؤولون عنهم أمام الله، والنجاح الحقيقي أن نراهم رجالًا صالحين نافعين، لا ضحايا لرحلات تهوي بهم إلى الجحيم
اترك تعليقاً