فدوى البرغوثي في حوار حصري: مروان “جبل لا يهزّه الريح” وصامد حتى النصر
حاورها: فهيم بن حامد الحامد
رغم ظهور المناضل والقائد الفلسطيني مروان البرغوثي مؤخرًا والمعتقل لدى إسرائيل في سجن “ناغوت” في مقطع الفيديو الذي أظهر اقتحام وزير الأمن القومي الصهيوني المتطرف بن غفير له في السجن، متعبًا وفي حالة جسدية مترهلة مغايرة تمامًا عمّا كان عليه قبل أربع سنوات.
صدمة عربية عارمة
ورغم الصدمة العارمة التي حدثت في الأوساط الفلسطينية والعربية كونها جسّدت حجم التنكيل والتعسّف والتعذيب الذي تعرّض له أبو القسام البرغوثي على مدى أكثر من ثلاثة عقود في سجون الاعتقال الصهيونية ذاق فيها ألوان التعذيب والتنكيل الجسدي والنفسي، إلا أن هذا الظهور المسجل الصادم زاد من تمسك الشعب الفلسطيني بقضيته العادلة، ودعمه للمناضل أبو القاسم البرغوثي الذي أضحى عميدًا لأسرى العالم، وستروي الأجيال القادمة صموده كما روت من قبل صمود الزعيم الجنوب أفريقي نيلسون مانديلا في جزيرة روبن، وستُكتب ملامحه المُنهكة والمتعبة وتقاسيم وجهه الصادمة في كتب التاريخ والجغرافيا لا كعلامة ضعف، بل كوسام عزّ ونضال وكفاح على جبين نضال الشعب الفلسطيني الذي أصبح اسم أبو القاسم وسامًا على صدره.
صمود البرغوثي .. قصة نجاح
صمود القائد الفلسطيني المغوار مروان البرغوثي في سجون الصهاينة قصة نجاح عالمية ستحكيها حتمًا أجيال الشعب الفلسطيني لأجيال الأجيال ولشعوب العالم الداعمة والمحبة للسلام والحق الفلسطيني المشروع.
فدوى مناضلة ومتسلحة بالصبر
المحامية فدوى البرغوثي زوجة مروان البرغوثي ظهرت بشكل أكثر صمودًا وهي التي وقفت معه أكثر من 30 عامًا تناضل وتكافح من أجل الإفراج عنه متسلحة بالصبر والنضال كغيرها من زوجات الأسرى الذين يقبعون في السجون الإسرائيلية ظلمًا وعدوانًا، خصوصًا أن زوجها تعرّض لأنواع التنكيل وصنوف التعذيب وقبل ذلك الاعتقال والإبعاد والإقامة الجبرية وأكثر من محاولة اغتيال..
تقود حملة للإفراج عن البرغوثي
زوجة مروان البرغوثي أصرت على الكفاح والنضال من أجل زوجها ولإيصال رسالته الحرة إلى العالم الخارجي من خلال الحملة الدولية التي تقودها دعمًا لزوجها..
(زوجة البرغوثي تتحدث عن حياة زوجها)

الدكتورة فدوى البرغوثي تحدثت في حوار هاتفي حصري عن العديد من الجوانب المتعلقة بزوجها الأسير وشعورها برؤيته بعد هذه السنوات بحالة الوهن الجسدي ورسائلها للشعب الفلسطيني والشعوب المتحررة في العالم بعد ظهوره في السجن وتهديدات الإرهابي بن غفير له.وكان آخر لقاء قد اجريته معها قبل ١٨ عاما ..
كفاح من داخل السجن التعسفي
وأكدت أن زوجها مروان سيواصل مسيرة النضال والكفاح من داخل السجن التعسفي، طالما أن الاحتلال الإسرائيلي مستمر في تعنّته وفي عنجهيته وعربدته وتجويعه للشعب الفلسطيني، حتى تتحرر فلسطين بالكامل ويتم إعلان الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، مشيرة في نفس الوقت إلى أنها ستصبر وتتحمّل مثلها مثل كل الفلسطينيات اللاتي يقبع أزواجهن في الأسر. وتستذكر الدكتورة فدوى موقفها ومواقف أبنائها ومعاناتهم وظروفهم الصعبة وتلهفّهم لمعرفة أي جديد في ما يتعلق بقضية زوجها الأسير والتي ارتبطت معه عندما كان عمرها 19 عامًا عندما كان يمضي محكوميته في المعتقل، بين عامَي 78 و83، الدكتورة فدوى أكدت أنه تمرّس على النضال سواء داخل السجن أو خارجه على أيدي قادة كبار كانوا في الحركة الأسيرة داخل السجون الإسرائيلية.
الصدمة الكبرى .. مشاهد البرغوثي منهك
“كان صدمة قاسية عندما شاهدت مروان في شريط الفيديو”، هكذا كانت ردة فعل الدكتورة فدوى في معرض إجابتها على سؤال وأضافت قائلة “بصراحة لم أتمكن من معرفته للوهلة الأولى ولكن سرعان ما تيقنت أنه “أبو القاسم” زوجي المناضل مروان البرغوثي.. “صحيح كان زوجي نحيلاً ومتعبًا للغاية إلا أنها أكدت صموده في وجه الاحتلال حتى آخر رمق في حياته.
رحلتي صعبة وطويلة وشاقة
وعن رحلة عذابها الطويلة في ظل وجود زوجها مروان البرغوثي في الأسر الإجباري التعسفي قالت “بعد مضي 32 عامًا، أؤكد لكم أن الرحلة كانت طويلة وصعبة وشاقة جدًا ومتعبة نفسيًا كثيرًا، إلا أنها أكدت أنها لم تشعر قطّ بالندم على ما قدّمته لزوجها أو ما قدّمه أبو القاسم، كونه كان صادقًا مع الشعب الفلسطيني ومؤيدًا لحقوقه المشروعة.
بن غفير الإرهابي الصهيوني الأكبر
وتقول المحامية فدوى البرغوثي إنه منذ ظهور زوجها في الأسر بهيئته الرثّة لم يتوقف هاتفها عن الرنين من الأوساط الفلسطينية أو العربية مؤكدين الوقوف إلى جانبها ومستهجنين تهديدات الإرهابي بن غفير وهو يهدد زوجها المغلوب على أمره..
الرعب من مروان .. حتى من داخل السجن
وتابعت الدكتورة فدوى قائلة “تصوّروا حجم خوف وزير الأمن الصهيوني بن غفير من شخصية المناضل مروان البرغوثي، حيث قام بزيارته لكي يهدّده، والإرهابي بن غفير يعي جيدًا أن مروان في السجن وليس مطلق اليدين.. ولفتت فدوى البرغوثي إلى أن الإرهابي بن غفير جن جنونه بعد الاعترافات المتسارعة الدولية بالدولة الفلسطينية..
الكيان الصهيونى مرتبك ومحطم
وأضافت ” لقد أعلن رئيس الكيان الصهيوني عن إسرائيل الكبرى المزعومة، فيما قام الإرهابي الصهيوني باقتحام زنزانة مروان..
وسألت الدكتورة فدوى عن سر تمسكها بزوجها مروان البرغوثي رغم مرور أكثر من ثلاثة عقود على سجنه، ومن المستحيل الإفراج عنه تحت أي صفقة قادمة، قالت بصوت عال “زوجي مروان أصبح جزءًا محوريًا ورئيسيًا من النضال الفلسطيني، فزوجي قدّم لفلسطين كل ما يملك طوال 40 عامًا، أي منذ عام 1978 وحتى اليوم، ولم تفتر عزيمته ولو للحظة واحدة”.. وأضافت “مروان مناضل وزوجي وسيظل سواء كان في السجن أو خارجه”.
آخر زيارة قبل ٤ سنوات
وعن آخر مرة قامت بزيارته قال الدكتور فدوى “آخر مرة زرته في السجن قبل أربع سنوات وبعد ذلك منعت من زيارته رغم العديد من المحاولات إلا أن جميعها باءت بالفشل بسبب تعنّت ورفض الكيان الصهيوني”.
رسالتي للشعب الفلسطيني: الصمود
وحول رسالتها للشعب الفلسطيني بعد ظهور زوجها شاحبًا؛ أبانت الدكتورة فدوى “رسالتي للشعب الفلسطيني الباسل الاستمرار في النضال والكفاح حتى إنهاء الاحتلال الصهيوني والإعلان عن الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ورفض الهمجية الصهيونية”.
رسالتها لزوجها : ذهب الكثير
فيما قالت إن رسالتها لزوجها هي استمرار النضال، لقد ذهب الكثير وبقي القليل، فالدولة الفلسطينية قادمة وسنحتفل بها معًا قريبًا.
وأكملت فدوى دراسة الماجستير، ولكن أثناء مناقشة رسالة الماجستير، اعتقل جيش الاحتلال الصهيوني ابنها قسّام، ورغم ذلك حقّقت النجاح على المستويين العلمي والأسري بحيث استطاعت أن تربي أولادها وتحافظ عليهم. استطاعت أن تبرز قضية زوجها وتوصلها إلى كل العالم.
وتخشى عائلة الأسير مروان البرغوثي من إعدامه داخل الزنزانة بقرار من بن غفير بعد تهديده في سجنه.
بن غفير وخطيئة اقتحام السجن
وكان الصهيوني بن غفير قد اقتحم زنزانة الأسير الفلسطيني عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مروان البرغوثي داخل قسم العزل الانفرادي في سجن “ناغوت”، (المعروف سابقًا بسجني رامون ونفحة). وأظهر مقطع فيديو بن غفير، وهو يخاطبه قائلاً: “لن تنتصروا، ومن يستهدف شعب إسرائيل ومن يقتل أبناءنا ونساءنا سوف نمحوه”. وهدّده بالموت.
ظهور البرغوثي نحيلا ومتعبا
فيما أحدثت هيئة البرغوثي التي بدا عليها صدمة عارمة في الأوساط الفلسطينية، فقد بدا هزيلاً ومتعبًا وجائعًا ونحيلاً وقد تغيّرت ملامحه تمامًا وفقد كثيرًا من وزنه، وظهر لأول مرة بلا لحية وحليق الرأس في حادثة تمثل قمة الإرهاب النفسي والمعنوي والجسدي الممارس ضد الأسرى، ويعد ضربًا للمواثيق والأعراف الدولية والإنسانية.
إسرائيل اعتقلته عام ٢٠٠٢
وكانت إسرائيل اعتقلت البرغوثي في عام 2002، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة، بتهمة مسؤوليته عن عمليات نفذتها مجموعات مسلحة محسوبة على فتح، وأدّت إلى مقتل وإصابة إسرائيليين.
جسد متعب وروح عالية
يبقى البرغوثي، بجسده المتعب بروح عالية ؛ وشاهدًا على أن الحرية يصنعها النضال والكفاح المستمر وأن القادة الحقيقيين يزدادون قوة كلما حاول خصومهم قمعهم ، فالشعب الفلسظيني عشق النضال والحرية ، ويعي أن السجون لا تطفئ ضوء الصمود والكفاح من اجل استرداد الحقوق المشروعة ، وأن التهديدات لا توقف زحف الأمل بل تزيده ..




اترك تعليقاً