قاعدة العديد الأميركية في قطر: بين الحاجة والسيادة الوطنية

بقلم | فهد المجلية العازمي
تُعتبر قاعدة العديد الجوية في قطر واحدة من أكبر القواعد الأميركية خارج الولايات المتحدة، إذ تضم آلاف الجنود الأميركيين، وتشكل مركزًا مهمًا للعمليات العسكرية الأميركية في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط. ورغم ما يروَّج لها من أنها درع أمني وحماية للحلفاء، فإن التساؤلات حول ضرورتها وفعاليتها في حماية قطر تبقى قائمة، خصوصًا في ظل التناقضات السياسية التي يفرضها الواقع الإقليمي.
القاعدة الأميركية ودورها المعلن:
منذ إنشائها، قدّمت واشنطن قاعدة العديد باعتبارها شريكًا استراتيجيًا لقطر يضمن الحماية والاستقرار في مواجهة التحديات الأمنية الإقليمية، سواء من تهديدات الإرهاب أو من نزاعات إقليمية تهدد أمن الخليج. وقد ساعد ذلك في تعزيز الدور السياسي لقطر بوصفها حليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة في المنطقة.
إسرائيل.. العقدة المركزية:
لكن السؤال الجوهري الذي يفرض نفسه: كيف يمكن لقاعدة تُعدّ إحدى ركائز الاستراتيجية الأميركية في المنطقة أن تدافع عن قطر بينما واشنطن تُعتبر الحليف الأكبر والداعم الأهم للكيان الصهيوني؟
فالولايات المتحدة هي الراعي الأول لإسرائيل سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا، وهي التي تغطي اعتداءاتها على الشعوب العربية والفلسطينية. فكيف يمكن لقاعدة العديد أن تتحول إلى خط دفاع صادق عن قطر، في حين أن التهديد الأول والأوحد للأمة العربية متمثل بالاحتلال الإسرائيلي؟
وهم الحماية:
إن وجود القاعدة لم يمنع الاعتداءات الصهيونية الأخيرة التي طالت مواقع ومساكن داخل قطر، ولم يغيّر من واقع الدعم الأميركي لإسرائيل. هذا يضع علامات استفهام حول جدوى هذا التواجد العسكري: هل هو للدفاع عن قطر، أم هو جزء من ترتيبات استراتيجية أميركية هدفها تعزيز نفوذها وحماية مصالحها ومصالح إسرائيل؟
الحاجة إلى سيادة القرار:
الدوحة، مثلها مثل أي دولة مستقلة، تضع أمنها القومي فوق أي اعتبار. ومع تصاعد الأحداث في المنطقة، بات من الضروري إعادة النظر في مدى حاجة قطر لوجود عسكري أجنبي يثير الشكوك أكثر مما يقدم الضمانات. فالأمن الحقيقي لا يُبنى على قواعد خارجية مرتبطة بحلفاء إسرائيل، بل يُبنى على الوحدة الوطنية، والتعاون الخليجي والعربي، وتعزيز القدرات الذاتية في مواجهة أي تهديد.
خاتمة:
قاعدة العديد قد تكون ورقة ضغط إقليمية بيد واشنطن أكثر من كونها مظلة أمنية لقطر. ومع انكشاف حقيقة الدعم الأميركي اللامحدود للكيان الصهيوني، أصبح من حق المواطن القطري والخليجي أن يتساءل: من الذي يدافع عنا فعلًا؟ ومن الذي يهدد سيادتنا وأمننا؟
إن الإجابة الواضحة هي أن الدفاع الحقيقي يبدأ من الداخل، من إرادة الشعوب، ومن رفض الاعتماد على قوى كبرى ترتبط بعلاقات استراتيجية مع عدونا الأوحد: إسرائيل
اترك تعليقاً