لماذا تخلفوا ولماذا تقدمنا!

بقلم: سامي عبداللطيف النصف
لا يخفى على أحد أن دولنا الخليجية لعقود قليلة ماضية شديدة الفقر والجهل والتخلف تعيش في أجواء مناخية يصعب على البشر تحملها، فلا أمطار ولا أنهار بل حرارة تقارب الغليان، ولم تقم الدول الاستعمارية التي عقدت معها معاهدات حماية وبسبب ندرة موارد دول الخليج بخلق بنى أساسية كبناء المدارس والجامعات والمستشفيات والطرق والكهرباء والسكك الحديد لتجعلها جنات على الأرض كما قامت بذلك الدول المستعمرة كبريطانيا وفرنسا في دول الحاضرة العربية التي أنشئت بها كل ما سبق حتى أصبحت تلك الدول العربية حلم المهاجرين الأوروبيين واقتصاداتها وعملتها من أقوى الاقتصادات على الأرض حتى أنها كانت تقرض وتداين الدول الاستعمارية…
***
سبب تخلف دولنا العربية في مرحلة حكمهم الوطني الذي تلى حقبة الاستعمار يحتاج لمجلدات لذكرها من أهمها العداء الشديد للدول المستعمرة بدلاً من الاستفادة من تقدمها العلمي والاقتصادي في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وحدوث انقلابات عسكرية مدمرة فيها أتت بالأنظمة اليسارية الثورية القمعية ثبتت الاشتراكية والتأميم وخلق الأنظمة البيروقراطية التي لا تميز بين المنجز وغير المنجز وقيام عمليات التأميم ومصادرة المصانع والأراضي الزراعية وتفتيتها وتطفيش رجال الأعمال المحليين والأجانب وتسخير الموارد المالية لا للتنمية بل لشراء الأسلحة التي تدمر خلال دقائق من الهزائم العسكرية في الحروب التي تخوضها والتي ينتج عنها فقدان الأراضي وما فيها من نفط وغاز وتوقف مواردها المالية من مصادر كقناة السويس بعد توقفها عن العمل والحال كذلك مع تراكم الديون الضخمة عليها بسبب الفساد وسوء الإدارة المالية وشراء الأسلحة حتى أصبحت بعض عملاتها لا تساوي الورق الذي طبعت عليه واستبدلت الشعوب العربية الأنظمة الانقلابية العسكرية المدمرة التي حولها تأييد الشعوب من انقلابات عسكرية إلى ثورات أنعم وأكرم بـ أنظمة شعبوية مؤدلجة وصلت للسلطة بالانقلاب كذلك نظام البشير أو الانتخاب بعد ربيع الدمار العربي والذي ثبت أنهم لا يقلون سوءاً عما سبقهم من أنظمة ثورية بل أضافوا لهم تسببهم بإشعال الحروب الأهلية حتى ترحم اللاحقون على السابقين كحال الترحم على الحجاج عند ابنه!
***
آخر محطة:
السبب الرئيس لتقدم دولنا الخليجية رغم ندرة مواردها الطبيعية عدا النفط الموجود بوفرة في دول الحاضرة العربية هو حكمة حكام الخليج وحرصهم على رفاه شعوبهم فراهنوا على الأحصنة الرابحة حيث وثقوا علاقاتهم بعد الاستقلال بالدول الغربية التي استعمرتهم بدلاً من ادعاءات البطولات الفارغة وأنهم سبب خروج تلك الدول المستعمرة كما تفرغ حكام الخليج لا للضرب والحرب بل لبناء أوطانهم ورفاة شعوبهم فاهتموا بالتعليم وإرسال البعثات للدول الغربية وفتحوا أبواب أوطانهم واسعة لكل القدرات الأجنبية بالعالم كي تستقر وتستثمر في بلدانهم كما كان الحال في دول الحاضرة العربية إبان حكم الاستعمار الذي بكى كثيرون على ايامه بعد أن جربوا قمع وإخفاقات الحكم الوطني في بعض بلداننا العربية…
اترك تعليقاً