1. كتاب وربة
  2. لماذا تنجح اقتصادات الخليج وتتعثّر اقتصادات عربية أخرى؟

لماذا تنجح اقتصادات الخليج وتتعثّر اقتصادات عربية أخرى؟

٢٠٢٥٠٨٠٦ ٠٩٣٨٤٨

بقلم: رجل الأعمال ـ خليفة الحبتور

أثناء متابعتي لأحد البرامج الاقتصادية على قناة عالمية، تبادر إلى ذهني سؤال جوهري: لماذا تحقق دول ‎#الخليج_العربي، وعلى رأسها دولة ‎#الإمارات، نجاحات اقتصادية لافتة، بينما تواجه دول عربية أخرى تراجعاً وصعوبات مزمنة في مؤشرات التنمية؟

الإجابة ليست ببساطة “لأنها دول نفطية”، هذه حجة قديمة لا تصمد أمام الحقائق. ‎#النجاح_الحقيقي لا يصنعه النفط، بل تصنعه الرؤية، والانضباط، والقيادة الواعية.

هناك دول عربية نفطية لم تنجح اقتصادياً، وهناك دول غير نفطية سبقت غيرها بأشواط. لكن دول الخليج، وخاصة الإمارات العربية المتحدة، اختارت منذ عقود أن تضع الإنسان أولًا، وأن تدير ثرواتها بعقل لا بهدر.

نجاح دول الخليج، في رأيي، يقوم على منظومة متكاملة:
1. قيادة واعية تمتلك رؤية استراتيجية طموحة، وتدير الاقتصاد بعقلية علمية، لا عاطفية ولا ارتجالية.
2. الاستقرار السياسي والأمني الذي يوفّر بيئة جاذبة للاستثمار، ويمنح الثقة للأسواق.
3. بيئة اقتصادية محفزة تتسم بتسهيلات للمستثمرين، وشفافية في الإجراءات، وشراكة حقيقية بين رجال الأعمال وصنّاع القرار.
4. مكافحة الفساد وترسيخ مبادئ الحوكمة الرشيدة، ما أسهم في بناء ثقة محلية ودولية.
5. الاستثمار في الإنسان، عبر التعليم والتأهيل وخلق فرص العمل. ففي الإمارات، نضع التعليم والصحة والإسكان في مقدمة الأولويات. نوفر التعليم المجاني داخل الدولة وخارجها، والرعاية الطبية الشاملة في الداخل وفي أي مكان في العالم، ونعمل جاهدين لتأمين السكن وفرص الزواج وبناء الأسرة، لأننا نؤمن أن بناء الإنسان هو أعظم استثمار.

في المقابل، تعاني العديد من الدول العربية الأخرى من اختلالات بنيوية عميقة، منها:
• غياب الاستقرار
• تغوّل الفساد
• ضعف التخطيط
• البيروقراطية القاتلة
وهذه العوامل مجتمعة تجعل بيئتها طاردة للاستثمار ومرهقة لاقتصادها.

لهذا أقول: “النجاح لا يُبنى بالعشوائية ولا بالشعارات، بل بالرؤية، والانضباط، والإدارة الفعالة.”

ولا بد من التأكيد أن الدول غير النفطية قادرة على تحقيق نجاحات كبرى، بل وربما تتفوق، إن توفرت الإرادة الصادقة، والقيادة الحكيمة، والرؤية الواضحة، والشفافية الكاملة.

أتمنى أن تحذو بقية الدول العربية حذو التجربة الخليجية الناجحة، وتتعلم من النماذج التي أثبتت أن العرب قادرون، متى ما توفرت الإرادة، على أن ينهضوا بأنفسهم ويصنعوا مستقبلاً مشرقاً لأبنائهم.

 

اترك تعليقاً

رجوع إلى الأعلى