1. أخبار عاجلة
  2. مراقبون: تحالف الجيش مع الإخوان يعرقل جهود إنهاء الحرب في السودان

مراقبون: تحالف الجيش مع الإخوان يعرقل جهود إنهاء الحرب في السودان

IMG 8593

حمّل مراقبون “الارتباط العضوي” بين الجيش السوداني وتنظيم الإخوان مسؤولية فشل الجهود الإقليمية والدولية الرامية لإنهاء الحرب، مشيرين إلى أن الممارسات والانتهاكات التي ارتكبتها الكتائب المسلحة المرتبطة بالإخوان خلال النزاع، تلحق أضرارًا كبيرة بصورة الجيش على المدى الطويل.

ويرى المراقبون أن بداية الحل السياسي في السودان تتطلب فك الارتباط بين المؤسسة العسكرية وتنظيم الإخوان، رغم إقرارهم بوجود صعوبات كبيرة نتيجة هيمنة التنظيم على القرار داخل الجيش.

وخلال العامين الماضيين، طُرحت نحو 10 مبادرات من جهات إقليمية ودولية لإنهاء الحرب، لكن جميعها باءت بالفشل، بسبب ما وصفه المراقبون بإصرار الإخوان على استمرار النزاع وهيمنتهم على مفاصل القرار العسكري.

تحدٍ للقيادة العسكرية

في الأسبوع الماضي، وجّه نائب قائد الجيش شمس الدين الكباشي تحذيرًا من رفع شعارات سياسية داخل المعسكرات، لكن قائد “كتيبة البراء” – أحد أبرز أجنحة الإخوان المسلحة – المصباح طلحة، تحدى هذا التحذير بتصريحات علنية أصر فيها على موقفه، ما اعتُبر تحديًا مباشرًا لقيادة الجيش.

ويرى الصحفي والمحلل السياسي محمد المختار محمد أن السماح لتلك الكتائب بتصدر المشهد يعكس غياب الحساسية السياسية لدى الجيش، ويزيد من تعقيد الأزمة. وأشار إلى أن التنظيم يستخدم الحرب كـ”كارت أخير” للعودة إلى السلطة، عبر تحالفات عقائدية وعسكرية تزيد من حدة الصراع.

انتهاكات خطيرة

تشير تقارير حقوقية إلى ارتكاب الكتائب الإخوانية المتحالفة مع الجيش لانتهاكات جسيمة ضد المدنيين. فقد وثّقت “هيومن رايتس ووتش” ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية من قبل قوات تابعة للجيش خلال هجومها على ولاية الجزيرة في يناير الماضي، أسفرت عن مقتل نحو 180 شخصًا، خاصة في مناطق “الكنابي”.

وفي أبريل، قالت الأمم المتحدة إنها حصلت على أدلة على عمليات تصفية وقتل خارج القانون ارتكبتها القوات المتحالفة مع الجيش في جنوب وشرق الخرطوم، راح ضحيتها العشرات، من بينهم مدنيون وأعضاء في لجان المقاومة ومشرفون على مطابخ خيرية.

ويحذر الضابط المتقاعد محمد نور من الأثر السلبي لهذه الانتهاكات على سمعة الجيش، مؤكدًا أن المسؤولية تقع على عاتقه باعتباره الجهة التي يفترض بها إدارة العمليات والسيطرة على القوات.

خلفيات أيديولوجية

يرى نور أن تغلغل الإخوان داخل الجيش بدأ منذ انقلاب 1989، عندما بدأت عمليات ممنهجة لتفكيك القوات المسلحة وتسريح الضباط غير الموالين للتنظيم، مما أضعف المهنية العسكرية ومهّد لتكوين ميليشيات عقائدية مثل “الدفاع الشعبي”.

ويؤكد خالد كودي، أستاذ جامعي مقيم في أميركا، أن تحالف الجيش مع الإخوان ليس طارئًا، بل يمثل امتدادًا لتوجه أيديولوجي يسعى للسيطرة عبر القمع والتعبئة العقائدية. ويشير إلى أن الحرب الحالية أعادت إنتاج هذا التحالف في صورة أكثر تطرفًا، مع عودة الأجنحة الجهادية المسلحة للواجهة.

ويحذر كودي من أن هذا التحالف يسعى لإعادة تشكيل الدولة والمجتمع على أسس دينية وعسكرية متشددة، وهو ما يُهدد مستقبل السودان واستقراره .

اترك تعليقاً

رجوع إلى الأعلى