1. مقالات
  2. من قلب دمشق: قراءة في الأزمة السورية وتأثيرها على الكويت

من قلب دمشق: قراءة في الأزمة السورية وتأثيرها على الكويت

c3bddd9d 4f3a 4481 83d3 70c78114c52e

بقلم: فهد المجلية العازمي
‏رئيس مجلس إدارة مجموعة وربة نيوز

‏في دمشق، العاصمة السورية التي ما زالت تنبض بالحياة رغم كل شيء، أكتب هذه السطور. لست هنا لمتابعة الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو تقارير بعيدة، بل أعيش المشهد كما هو، أتنقل بين شوارع المدينة وأستشعر نبضها الهادئ.
‏ الأمن مستتب هنا، والمقاهي والأسواق مزدحمة كأنها تقول للعالم: الحياة مستمرة.

‏ورغم الاستقرار الواضح في دمشق، لا يمكن تجاهل ما يجري في حلب وحماة وإدلب.
‏ هناك، بعيدًا عن هذه المدينة التي تبدو هادئة، تسمع أصداء القصف، وتشعر بثقل المعاناة التي تئن تحت وطأتها تلك المناطق.
‏ من دمشق، ترى الوجوه القلقة على أهلها في الشمال، تسمع الدعاء في المساجد وتلمس الأمل الذي ما زال ينبض في قلوب السوريين.

‏الكويت في دائرة التأثير
‏ككويتي في وسط هذا المشهد، أرى أن تأثير هذه الأزمة لا يتوقف عند حدود سوريا. هناك ملفات أمنية واقتصادية يجب أن تبقى الكويت حذرة منها. الحديث عن عودة المقاتلين أو تدفق اللاجئين ليس مجرد احتمال، بل تحدٍّ يجب الاستعداد له بيقظة تامة.

‏اقتصاديًا، تبدو الصورة أوضح: أي تصعيد في الشمال قد يؤثر على استقرار أسواق النفط، وهو ما يستدعي من الكويت التحرك بحكمة لضمان استقرارها المالي.

‏دبلوماسية الكويت: صوت العقل في زمن الأزمات
‏الكويت دائماً كانت صوت العقل في الأزمات، وأرى من هنا أن دورها كوسيط محايد يمكن أن يتعزز. العلاقات مع القوى المؤثرة في الصراع السوري يجب أن تُدار بدقة لضمان حماية المصالح الكويتية وتعزيز مكانتها كصوت للسلام.

‏ختاماً: رسالة من دمشق
‏هنا، في دمشق، الأمن يسود والشوارع تمتلئ بالحياة، لكن المشهد يتغير كلما اتجهت شمالاً. رسالتي للكويت هي رسالة حذر وأمل معًا.
‏الحذر من تداعيات الصراع، والأمل في أن تبقى الكويت ملاذاً للأمان والاستقرار، مستفيدة من تاريخها الطويل في التوازن والحكمة.

اترك تعليقاً

رجوع إلى الأعلى