1. مقالات
  2. هل تعود موسكو إلى قلب المشهد السوري؟

هل تعود موسكو إلى قلب المشهد السوري؟

e6f276d5 e754 4c42 a61e f320216d7df0

بقلم: فهد المجلية العازمي

منذ تولي أحمد الشرع رئاسة سوريا، والبلاد تعيش تحولات غير مسبوقة. الأحداث المتسارعة في الساحل السوري، التوترات الأمنية، والتحركات الإقليمية، كلها تطرح تساؤلات حول مستقبل الاستقرار في سوريا. وفي خضم هذه الفوضى، يبرز سؤال محوري: هل تلجأ سوريا مجددًا إلى روسيا طلبًا للدعم، أم أن موسكو ترى في هذا المشهد فرصة لإعادة رسم استراتيجيتها في المنطقة؟

الواقع الجديد في سوريا.. معركة السيطرة تبدأ من الساحل

بعد سقوط نظام الأسد، دخلت سوريا في مرحلة إعادة هيكلة شاملة. قرارات الرئيس أحمد الشرع بحل الدستور السابق وتفكيك الجيش الوطني أثارت قلقًا في الأوساط الداخلية والخارجية.

وعلى الرغم من جولاته الميدانية في اللاذقية وطرطوس، لا تزال الأوضاع في الساحل السوري متوترة، حيث شهدت اشتباكات متفرقة بين القوات الأمنية ومجموعات مسلحة مجهولة، يعتقد البعض أنها مرتبطة ببقايا النظام السابق أو جهات خارجية تريد إعادة خلط الأوراق.

وفي الوقت نفسه، لا تزال إسرائيل تتابع الوضع عن كثب، حيث شنت غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية سورية، في إشارة إلى مخاوفها من التغيرات الجارية. من جهة أخرى، تحاول تركيا استغلال المشهد لتعزيز نفوذها في الشمال، بينما تبقى إيران لاعبًا غامضًا، تراقب وتنتظر اللحظة المناسبة للتحرك.

هل يعود النفوذ الروسي إلى سوريا؟

في خضم هذه الاضطرابات، بدأت بعض الأصوات داخل القيادة السورية الجديدة تلمّح إلى ضرورة إعادة التواصل مع موسكو. فرغم أن روسيا لعبت دورًا محوريًا في دعم النظام السابق، إلا أن الحسابات تغيرت اليوم.

النظام الجديد بحاجة إلى دعم عسكري واستخباراتي لمواجهة التحديات الأمنية، كما يحتاج إلى ضمانات سياسية واقتصادية لتمرير المرحلة الانتقالية بسلاسة.

لكن، هل روسيا مستعدة للعودة إلى المستنقع السوري؟

التقارير القادمة من الكرملين تشير إلى تردد موسكو في تقديم دعم غير مشروط. فهي تدرك أن سوريا لم تعد كما كانت، كما أن التحالفات الدولية في المنطقة تشهد إعادة ترتيب قد يكون مكلفًا لموسكو.

ومع ذلك، فإن المصالح الاستراتيجية الروسية في طرطوس وحميميم تجعل من الصعب على روسيا التخلي عن سوريا بالكامل.

سيناريوهات التدخل الروسي في سوريا:

  • التدخل العسكري المحدود:
    قد ترسل روسيا قوات خاصة أو مستشارين عسكريين لدعم الجيش السوري الجديد، مع التركيز على تأمين القواعد الروسية ومنع الانهيار الأمني في الساحل.
  • التعاون الاستخباراتي والدعم اللوجستي:
    بدلاً من التدخل المباشر، قد تقدم روسيا دعماً استخباراتياً وتقنياً لمساعدة النظام الجديد في مواجهة التهديدات الأمنية، خاصة فيما يتعلق بالجماعات المسلحة وبقايا النظام السابق.
  • التريث وفرض شروط سياسية واقتصادية:
    السيناريو الأكثر احتمالًا هو أن تلعب موسكو لعبة “الصبر الاستراتيجي”، حيث تعرض دعمها ولكن بشروط، مثل الحصول على امتيازات اقتصادية طويلة الأمد، أو ضمانات بعدم التقارب السوري مع الغرب.

الخاتمة.. هل تستنجد سوريا بروسيا؟

لا شك أن القيادة السورية الجديدة تجد نفسها أمام تحدٍّ استراتيجي كبير. استدعاء روسيا قد يكون خيارًا لا مفر منه، ولكن بأي ثمن؟ في المقابل، هل ترى موسكو في هذا النداء فرصة ذهبية لاستعادة دورها في الشرق الأوسط، أم أنها تفضل البقاء في الظل بانتظار تطورات أخرى؟

ما هو مؤكد أن الأسابيع القادمة ستكون حاسمة، ليس فقط لسوريا، ولكن أيضًا لمستقبل التوازنات الإقليمية والدولية في المنطقة.

اترك تعليقاً

رجوع إلى الأعلى