وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.. «الأبعاد والتداعيات»

دخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ في قطاع غزة اليوم الأحد، بعد تأخير اللحظات الأخيرة.
الاتفاق يهدف إلى وقف نزاع استمر 15 شهرًا وأدى إلى مقتل 46,000 فلسطيني، وتدمير أجزاء كبيرة من القطاع عقب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023. الهجوم أسفر عن مقتل 1,200 شخص واختطاف نحو 250 رهينة.
تفاصيل المرحلة الأولى
يتضمن الاتفاق الإفراج عن رهائن إسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين في عملية تبادلية متعددة المراحل. المرحلة الأولى تشمل الإفراج عن 33 رهينة، منهم ثلاث نساء تم الإعلان عن أسمائهن: رومي ليشم غونين، دورون شتاينبريخر، وإيميلي تهيلة دماري.
على الجانب الآخر، ستفرج إسرائيل عن نحو 90 أسيرًا فلسطينيًا في البداية، ومن المتوقع أن يصل العدد الإجمالي للأسرى المفرج عنهم إلى 1,700 أسير.
تحديات التنفيذ
واجه تنفيذ الاتفاق تأخيرًا بثلاث ساعات بسبب تأخر حماس في تقديم قائمة الرهائن، مما يعكس الصعوبات المحتملة في الالتزام بالاتفاق بين طرفين متناحرين. خلال التأخير، استمرت الأعمال العدائية حيث نفذت إسرائيل ضربات جوية على مناطق في شمال ووسط غزة، مما أدى إلى سقوط 14 قتيلًا.
الاتفاق قوبل بتأييد شعبي واسع في إسرائيل لكنه أثار معارضة داخلية، خاصة من اليمين المتطرف الذي يرفض أي تهدئة مع حماس. حزب الأمن القومي بقيادة إيتمار بن غفير أعلن انسحابه من الائتلاف الحكومي بسبب الاتفاق، مما زاد الضغوط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. على الجانب الآخر، استغلت حماس الهدنة لإعلان “النصر”، حيث ظهر مقاتلوها في الشوارع يلوحون بإشارات النصر.
مسار نحو سلام دائم؟
وفق ما نشرت “وول ستريت جورنال” اليوم 19 يناير 2025، الاتفاق الحالي يفتح الباب لمفاوضات حول وقف دائم لإطلاق النار، لكن الخلافات الجوهرية لا تزال قائمة، بما في ذلك قوائم الأسرى وشروط الانسحاب الإسرائيلي من غزة.
وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أشار إلى أن السلام الحقيقي يتطلب تنحي حماس عن السلطة، في حين تصر حماس على تلبية مطالبها بالإفراج عن شخصيات بارزة.
الأوضاع الإنسانية في غزة
الاتفاق يتضمن إدخال 600 شاحنة مساعدات يوميًا إلى غزة وتخفيف القيود على حركة العاملين في المجال الإنساني. هذا يأتي في وقت يعاني فيه سكان غزة من الجوع والمرض وسط دمار واسع النطاق، مع تواجد مئات الآلاف في مخيمات النزوح.
رغم وقف إطلاق النار، يظل المستقبل غامضًا، حيث يمكن لأي طرف التراجع عن الاتفاق بسبب الضغوط الداخلية أو تعثر المفاوضات. الاتفاق يمثل خطوة نحو التهدئة لكنه بعيد عن تحقيق سلام دائم ومستقر.
اترك تعليقاً