1. حول العالم
  2. اشتباكات عنيفة في دمشق بين الأمن وفلول النظام السابق

اشتباكات عنيفة في دمشق بين الأمن وفلول النظام السابق

IMG 6977

تشهد العاصمة السورية دمشق موجة جديدة من الاضطرابات، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن ومسلحين يُعتقد أنهم من “فلول النظام السابق”، في حادثة أثارت تساؤلات حول مدى استقرار الأوضاع الأمنية في البلاد. ووفقًا لما نقلته وسائل إعلام سورية مساء الإثنين، دارت المواجهات في حي تشرين قرب القابون، بين قوى الأمن العام ومجموعة مسلحة يقودها شخص يُدعى فوزي ريا، وسط استخدام مكثف للأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

خسائر بشرية وقلق متزايد

أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل وإصابة ثلاثة من عناصر قوى الأمن الداخلي خلال الاشتباكات، التي وصفها بـ”العنيفة”، مشيرًا إلى أن المواجهات استمرت لساعات قبل أن تتمكن القوات من السيطرة على الموقف. وأفادت تقارير محلية بأن المسلحين كانوا يتحصنون داخل أحد المباني السكنية، ما تسبب في حالة من الذعر بين المدنيين في المنطقة.

تأتي هذه التطورات الأمنية في وقت تشهد فيه دمشق استعدادات مكثفة لاستضافة مؤتمر الحوار الوطني، الذي يُعده المسؤولون “علامة فارقة” في مسار الانتقال السياسي في سوريا. ومن المتوقع أن ينعقد المؤتمر يوم الثلاثاء، بحضور شخصيات سياسية بارزة، وممثلين عن المعارضة والمجتمع المدني، في محاولة لصياغة رؤية جديدة للبلاد بعد عقود من حكم عائلة الأسد.

يهدف المؤتمر إلى وضع أسس جديدة للحكم في سوريا، حيث يتضمن جدول أعماله مناقشة إعلان دستوري جديد، ومنظومة عدالة انتقالية، وإطار اقتصادي يُساعد في إعادة إعمار البلاد، إضافةً إلى إصلاحات مؤسسية تهدف إلى إعادة هيكلة مؤسسات الدولة. ويرى محللون أن نجاح المؤتمر قد يكون مفتاحًا للاستقرار، لكنه يتطلب توافقًا بين مختلف القوى السياسية والمجتمعية.

الاشتباكات… رسالة سياسية أم اضطرابات أمنية؟

يعتقد مراقبون أن تصاعد التوتر الأمني في دمشق قد يكون مرتبطًا بالتحولات السياسية الجارية، إذ يرى البعض أن مجموعات من فلول النظام السابق لا تزال ترفض التغيرات التي تشهدها البلاد، وتحاول زعزعة الاستقرار من خلال تنفيذ عمليات مسلحة ضد القوات الحكومية.

في ظل هذه الأوضاع، يواجه النظام الجديد تحديات كبيرة، أبرزها ضبط الأوضاع الأمنية، وإقناع المجتمع الدولي بقدرته على إدارة البلاد بفعالية. كما أن إعادة دمج الجماعات المعارضة والمسلحين السابقين في العملية السياسية قد يكون من أبرز العقبات أمام تحقيق السلام الدائم .

سوريا بين مفترق طرق

تشكل هذه الاشتباكات مؤشرًا على حجم التحديات التي تواجهها سوريا في المرحلة المقبلة، حيث تسعى الحكومة الجديدة إلى فرض سيطرتها وبناء نظام سياسي جديد، في حين لا تزال بعض الأطراف تحاول عرقلة هذه الجهود. ويبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن مؤتمر الحوار الوطني من تحقيق اختراق حقيقي في المشهد السياسي، أم أن البلاد ستظل في دوامة العنف والانقسامات؟

اترك تعليقاً

رجوع إلى الأعلى