خطاب ترامب أمام الكونغرس.. مفاجآت منتظرة أم وعود متكررة؟

يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإلقاء خطابه الأول أمام جلسة مشتركة للكونغرس، بعد ستة أسابيع من عودته إلى البيت الأبيض.
ومن المتوقع أن يستعرض خلاله أجندته للمرحلة المقبلة في وقت يواجه فيه قلقًا متزايدًا من المواطنين بشأن مستقبل البلاد، وفقًا لآخر استطلاعات الرأي التي أظهرت أن 53% من الأميركيين لا يعتبرون حالة الاتحاد قوية، بينما يرى 54% أن الولايات المتحدة تسير في الاتجاه الخاطئ.
إصلاح الحكومة وتخفيض الإنفاق
من المنتظر أن يركز ترامب على خطته لإصلاح الحكومة الفيدرالية، التي يقودها الملياردير إيلون ماسك عبر “هيئة كفاءة الحكومة”، والتي تهدف إلى تقليص عدد الموظفين الحكوميين وإغلاق بعض الوكالات لخفض الإنفاق وتقليل الدين العام.
كما سيولي ترامب اهتمامًا خاصًا بملف الهجرة، إذ اتخذ بالفعل إجراءات مشددة، مثل تعليق عمليات اللجوء على الحدود الجنوبية ووقف إعادة توطين اللاجئين، إلى جانب مساعٍ لإنهاء منح الجنسية للأطفال المولودين من والدين غير شرعيين، وهو إجراء أوقفه القضاء الفيدرالي.
وعلى الصعيد التجاري، من المتوقع أن يتطرق إلى سياساته الحمائية، مثل فرض تعريفة جمركية بنسبة 10% على السلع الصينية، وتهديده بفرض تعريفات جديدة على المكسيك وكندا، مبررًا ذلك بمكافحة الهجرة غير الشرعية ووقف تدفق الفنتانيل إلى البلاد.
السياسة الخارجية.. إسرائيل، أوكرانيا، وروسيا
فيما يخص السياسة الخارجية، سيستعرض ترامب رؤيته لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحماس، حيث سبق أن أعلن عن رغبته في أن تتولى الولايات المتحدة مسؤولية قطاع غزة، دون توضيح آلية تنفيذ هذا الطرح.
أما بشأن الصراع الروسي الأوكراني، فمن المتوقع أن يتناول اتفاقًا محتملاً للمعادن بين البلدين، والذي تعطّل بعد مواجهة حادة بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماعهما الأخير في البيت الأبيض، وهو الملف الذي قد يثير غضب الديمقراطيين، الذين يتهمون ترامب بمحاباة روسيا.
ردود الفعل الديمقراطية.. استراتيجية جديدة لمواجهة ترامب
في أعقاب الخطاب، ستقدم السيناتور الديمقراطية إليسا سلوتكين من ميشيغن رد حزبها الرسمي، فيما سيوجه النائب أدريانو إسبايلات من نيويورك خطابًا باللغة الإسبانية، تزامنًا مع تقارير تفيد بأن ترامب يخطط لإصدار أمر تنفيذي بجعل الإنجليزية اللغة الرسمية الوحيدة للبلاد.
ويبدو أن الديمقراطيين يسعون إلى اتباع نهج أقل تصادمية مقارنة بولايتهم السابقة، حيث أكد عدد من النواب أنهم يفضلون تسليط الضوء على تأثير سياسات ترامب بدلاً من مجرد الاعتراض عليها.
لذلك، دعوا ضيوفًا إلى الجلسة من بين المتضررين من قراراته الأخيرة، مثل قادة نقابيين وموظفين حكوميين مفصولين، لإبراز تداعيات التعديلات الهيكلية التي تنفذها إدارته.
الجمهوريون.. ترقب موقف ماكونيل
أما على الجانب الجمهوري، فتتجه الأنظار إلى زعيم الجمهوريين السابق في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، الذي أعلن عدم نيته الترشح مجددًا، وسط تكهنات حول إمكانية غيابه عن الجلسة، رغم عدم صدور تأكيد رسمي منه بعد.
وبينما ينتظر الجميع مضمون الخطاب، يبقى السؤال: هل سيتمكن ترامب من طمأنة الأميركيين وإقناع معارضيه بجدوى سياساته، أم سيزيد خطابه من الانقسامات القائمة؟
اترك تعليقاً