1. حول العالم
  2. أنهار وبحار في السعودية قبل 8 ملايين عام

أنهار وبحار في السعودية قبل 8 ملايين عام

٢٠٢٥٠٤١٠ ٢٠٤٨١٨

السعودية: أرض المملكة كانت واحة خضراء قبل 8 ملايين عام

توصلت دراسة علمية صادرة عن هيئة التراث السعودية إلى أنّ أرض المملكة كانت واحة خضراء قبل 8 ملايين سنة، وفقًا لما ذكره الموقع الرسمي لوكالة الأنباء السعودية «واس».

وكشفت الدراسة العلمية عن سجل دقيق للمناخ القديم على أرض المملكة من خلال تحليل 22 تكوينًا كهفيًّا استُخرِج من سبعة كهوف تقع شمال شرق منطقة الرياض بالقرب من مركز شَوْية في محافظة رماح.

وتُعرف هذه الكهوف محليًا باسم «دحول الصمّان»، بينما تشتهر علميًا بـ «الهوابط والصواعد».

وفي مؤتمر صحفي عُقِد في مقر الهيئة بالعاصمة السعودية الرياض، أوضح المدير العام لقطاع الآثار، الدكتور عجب العتيبي، أنّ الدراسة كشفت عن أطول سجل مناخي في الجزيرة العربية يعتمد على الترسبات الكهفية، الذي يُعد أيضًا من أطول السجلات المناخية بالعالم، حيث يغطي فترة زمنية طويلة جدًا تبلغ ثمانية ملايين سنة.

وأشار هذا السجل إلى تعاقب مراحل رطبة متعددة أدت إلى جعل أراضي المملكة بيئة خصبة وصالحة للحياة، على عكس طبيعتها الجافة الحالية.

وبحسب النتائج، كانت صحراء المملكة، التي تُعد اليوم أحد أكبر الحواجز الجغرافية الجافة على وجه الأرض، حلقة وصل طبيعية للهجرات الحيوانية والبشرية بين قارات إفريقيا، وآسيا، وأوروبا.

وأوضحت الدراسة أنّ تلك المراحل الرطبة لعبت دورًا أساسيًا في تسهيل تنقل وانتشار الكائنات الحية والثدييات عبر القارات المجاورة، حيث تدعم نتائجها الدراسات الأحفورية السابقة في الحاجز الصحراوي العربي، التي تشير إلى وجود أنواع حيوانية اعتمدت على المياه في المنطقة، ومنها التماسيح، والخيل، وأفراس النهر.

كما أفاد منشور لمركز التواصل الحكومي السعودي عبر موقع ْإكس وجود حيوانات أخرى أيضًا، مثل الفيلة وحتى الزرافات. وازدهرت هذه الحيوانات في بيئات غنية بالأنهار والبحيرات، وهي بيئات لم تعد موجودة في السياق الجاف الحالي للصحراء.

وأكّد العتيبي أنّ هذه الدراسة تدعم نتائج التفسيرات حول كيفية تأثير التغيرات المناخية على حركة وانتشار الجماعات البشرية عبر العصور.

ونَشَرت هيئة التراث نتائج الدراسة بمقالة علمية في مجلة Nature العلمية تحت عنوان الحقب الرطبة المتكررة في شبه الجزيرة العربية خلال الـ 8 ملايين سنة الماضية، بالتعاون مع عدة جهات محلية ودولية تحت مظلة مشروع الجزيرة العربية الخضراء، الذي يهدف إلى استكشاف التاريخ الطبيعي والبيئي للمنطقة.

واستخدم الباحثون أساليب علمية مختلفة لتحديد الفترات الرطبة، وذلك من خلال تحليل الترسبات الكيميائية في المتكونات الكهفية بدقة.

وشملت عملياتهم تحليل نظائر الأكسجين والكربون لرصد مؤشرات تغيرات نسبة الأمطار والغطاء النباتي عبر الزمن، ما ساهم في الكشف عن الفترات المطيرة وتقلباتها الرطبة على مدى ملايين السنين.

اترك تعليقاً

رجوع إلى الأعلى