ما هي المحاور الرئيسية لاستراتيجية ترامب التجارية؟

تولى دونالد ترامب منصب رئاسة الولايات المتحدة رسميًا في 20 يناير 2025، مما يمثل نقطة تحول جوهرية في السياسة التجارية الأميركية. يُتوقع أن تحدث تغييرات كبيرة على صعيد العلاقات الاقتصادية بين واشنطن وباقي دول العالم.
عرف ترامب خلال فترته الأولى بنهجه الحازم في السياسة التجارية، حيث تعهد بإعادة فرض الحواجز الجمركية، مما قد يعقد العلاقات مع الشركاء التجاريين الرئيسيين، بما في ذلك كندا والمكسيك وأوروبا والصين. تأتي هذه التوجهات في إطار سعي الولايات المتحدة لتعزيز مصالحها الوطنية عبر تقليص العجز التجاري مع بعض الدول، مما يُلقي بظلال من الشك على مستقبل الاتفاقيات التجارية الحرة الحالية.
ورغم الحذر النسبي الذي أبداه ترامب في بداية ولايته الثانية، فإن سياساته المتشددة قد تؤدي إلى ردود فعل تصعيدية على المستوى الدولي. هذا التصعيد يمكن أن يعيد تشكيل التوازنات التجارية العالمية، مما يزيد من احتمالات نشوب نزاعات اقتصادية تؤثر على الأسواق المالية وسلاسل الإمداد العالمية.
اليوم الأول لرئاسة ترامب
لم يفرض ترامب رسومًا جمركية جديدة في يومه الأول كما كان متوقعًا، مما طمأن الأسواق نسبيًا. لكنه أعلن خطته لسياسة “أميركا أولاً” التجارية، وهو ما يشير إلى التزامه بإعادة هندسة تدفقات التجارة لصالح الولايات المتحدة. وفقًا لتقرير صحيفة “فايننشال تايمز”، تضمنت الأجندة التجارية لترامب خمس نقاط رئيسية:
- 1. التعهد بفرض رسوم جمركية
لم يركز ترامب على الرسوم الجمركية في خطابه التنصيبي، مما خفف من قلق المستثمرين. ومع ذلك، أعلن عن خطط لإنشاء مصلحة الضرائب الخارجية لجمع الرسوم، مما يعكس نيته زيادة الإيرادات عبر التجارة. ورغم تأجيل تطبيق الرسوم، فإن التهديد بفرضها لا يزال قائمًا.
- 2. استهداف الشركاء التجاريين الأقرب
أعطى ترامب الأولوية للإجراءات ضد كندا والمكسيك، مع التهديد بفرض رسوم بنسبة 25% على الواردات من هاتين الدولتين. يشير المحللون إلى أن هذه الخطوة تُظهر أن أي دولة ليست بمأمن من سياسات ترامب الحمائية، مما يزيد الضغط على الشركات الأميركية التي تعتمد على سلاسل التوريد في هذه الدول.
- 3. إصلاح منهجي في التعامل مع الصين
أكدت مستشارة ترامب التجارية السابقة، كيلي آن شو، أن سياسات ترامب لن تكون مجرد تعديلات طفيفة، بل ستشهد مراجعة شاملة للأدوات التجارية والاقتصادية. تضمنت هذه الأدوات تهديدًا بفرض رسوم بنسبة 10% على الصين لمعاقبتها على قضايا مثل تدفق الفنتانيل.
- 4. تسليح التجارة لتحقيق أهداف سياسية
ربط ترامب الرسوم الجمركية بأهداف سياسية، مثل زيادة مبيعات النفط والغاز الأميركيين لأوروبا، أو فرض شروط على ملكية تطبيق “تيك توك”. هذه التكتيكات تعكس استخدام التجارة كوسيلة ضغط سياسي واقتصادي.
- 5. التعريفات الجمركية العالمية
شهدت ولاية ترامب الأولى تحولًا في الواردات الأميركية نحو دول مثل فيتنام والمكسيك، كوسيلة للتحايل على الرسوم الجمركية. تعهد فريق ترامب التجاري بمعالجة هذه التحركات عبر تعديلات إضافية على التعريفات.
التأثير على الأسواق العالمية
يرى الخبراء أن تأثير سياسات ترامب على الأسواق بدأ يظهر حتى قبل توليه منصبه رسميًا. شهدت قطاعات مثل التكنولوجيا والعملات الرقمية والنفط الخام ارتفاعًا، لكن هذا الزخم قد يكون قصير الأجل. يعتمد التأثير بعيد المدى على مدى تنفيذ ترامب لسياساته الحمائية.
التحديات المستقبلية
يؤكد الخبراء أن الفترة المقبلة ستكون مليئة بالتقلبات بسبب السياسات اليومية التي يتبناها ترامب، مما يجعل من الصعب التنبؤ بتداعياتها. يتوقع أن تظل الأسواق في حالة ترقب حتى يتم تنفيذ هذه السياسات بشكل كامل، مع احتمال أن تؤدي هذه الإجراءات إلى تصعيد النزاعات التجارية الدولية وزيادة الضغط على الاقتصاد العالمي.
اترك تعليقاً