«حارس البلطيق» و «أسطول الظل».. من يُشعل حرب الكابلات؟

في ظل تصاعد الحرب الأوكرانية، التي تُعدّ أبرز صراع بين روسيا والغرب في الآونة الأخيرة، برزت أيضًا ساحات أخرى للنزاع امتدت إلى أعماق البحار، ولا سيما في بحر البلطيق. في هذا السياق، أعلنت شركة “روستليكوم” الروسية، المملوكة للدولة، عن تعرض أحد كابلاتها البحرية في البحر البلطيقي للتلف نتيجة “تأثير خارجي”.
الشركة أوضحت في بيان لها لوكالة “ريا نوفوستي” أن أعمال الإصلاح جارية، مشيرة إلى أن الخدمة لم تتأثر بالنسبة لعملائها.
في المقابل، أعلنت قوات خفر السواحل الفنلندية أنها تراقب أعمال الإصلاح التي تقوم بها سفينة روسية لإصلاح كابل تالِف في خليج فنلندا، الذي يقع ضمن المنطقة الاقتصادية الفنلندية. الحادث وقع في منطقة بحر البلطيق لكن لم يتم تحديد توقيته بدقة.
في الآونة الأخيرة، تعرضت العديد من الكابلات البحرية التي تربط دول حلف شمال الأطلسي بأضرار أو تم قطعها في بحر البلطيق. وبعد تكرار هذه الحوادث، أطلق حلف شمال الأطلسي في يناير/كانون الثاني الماضي مهمة دورية تهدف إلى حماية هذه البنية التحتية الحساسة تحت الماء، وهي مهمة تحمل اسم “حارس البلطيق”.
وتشمل المهمة نشر طائرات وسفن وطائرات مسيرة، ويقول القائد البلجيكي في الناتو، إريك نوكس: “هدفنا الرئيسي هو الوجود لضمان اكتشاف أي نشاط غير قانوني في المنطقة”. كما أضاف أن الحلف يهدف إلى تهدئة التوترات التي نشأت بسبب الشكوك حول تورط روسيا في أعمال تخريب.
وقد تأثرت بعض الكابلات الهامة، مثل كابل “إيستلينك 2 Estlink 2” للطاقة وأربعة كابلات اتصالات تربط بين فنلندا وإستونيا، في عيد الميلاد الماضي. ومن جهة أخرى، تضررت كابلات للاتصالات في المياه السويدية في بحر البلطيق خلال نوفمبر/تشرين الثاني.
وعقب هذه الحوادث، اشتبهت الشرطة الفنلندية في أن ناقلة النفط “إيغل إس”، التي ترفع علم جزر كوك ويُعتقد أنها جزء من “أسطول الظل” الروسي، كانت مسؤولة عن تخريب الكابلات.
“أسطول الظل” هو مصطلح يُستخدم للإشارة إلى السفن القديمة ذات التأمين الضعيف التي تنشط تحت رايات دول أجنبية، ويُتهم البعض روسيا باستخدامها للتحايل على العقوبات الغربية، لا سيما لنقل النفط الذي يخضع للحظر الدولي.
في هذا الصراع المتعدد الأبعاد، تظل منطقة بحر البلطيق محط اهتمام خاص، حيث لا تقتصر التوترات على الحدود البرية بل تشمل أيضًا البنية التحتية الحيوية تحت الماء.
اترك تعليقاً