1. حول العالم
  2. كييف وسيناريو بانجي.. ماذا تخطط أوكرانيا في قلب إفريقيا؟

كييف وسيناريو بانجي.. ماذا تخطط أوكرانيا في قلب إفريقيا؟

IMG 0034

في ظل تصاعد دور إفريقيا كلاعب دولي مؤثر، بدأت أوكرانيا مؤخراً في تعزيز حضورها في القارة السمراء، سعياً لمنافسة النفوذ الروسي المتزايد هناك. وقد اتخذت كييف أدوات متعددة لتحقيق هذا الهدف، مثل “دبلوماسية الحبوب” ومبادرات التعاون المتنوعة، وفق ما نقلته دويتشه فيله الألمانية.

وفي بداية عام 2025، وصل فريق مؤلف من عشرة أوكرانيين إلى عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى، بانجي، في ظروف أثارت الكثير من الشكوك. إذ جاءت هذه الخطوة بالتزامن مع تزايد أنشطة الجماعات المسلحة المناهضة للحكومة وتصاعد محاولات زعزعة الاستقرار في البلاد.

تفاصيل الوصول ومخاوف الهوية

حسب مصادر محلية ودولية، فإن هؤلاء الأفراد لا ينتمون لبعثة الأمم المتحدة التي حملت طائرتهم، بل هم خبراء سابقون في شركات طيران أو في القوات المسلحة الأوكرانية. هذا التواجد الغامض أثار تساؤلات حول مهمتهم الحقيقية، خصوصاً مع تصاعد التوترات الأمنية.

تصاعد نشاط الجماعات المسلحة

شهد الربع الأول من 2025 زيادة في استخدام المعدات التقنية المتطورة، خاصة في مجال الاستطلاع الجوي، من قبل جماعات مثل “الاتحاد من أجل السلام في جمهورية إفريقيا الوسطى” و”حركة 3R”. ويُعتقد أن الفريق الأوكراني قد قدم دعماً تقنياً أو استخباراتياً لهذه الجماعات، مما أثار مخاوف من تدخل خارجي في الشؤون الداخلية.

الاشتباه في تحضير انقلاب

تقارير استخباراتية تفيد بأن الأوكرانيين قد يكونون على تواصل مع معارضي النظام وحركات انفصالية، وربما يخططون لجمع معلومات عن انتشار القوات الروسية في البلاد. وتطرح هذه المعطيات احتمال وقوع محاولة انقلاب أو عمليات عسكرية تهدف إلى إرباك الحكومة.

خلفية الصراع الإقليمي

يأتي هذا النشاط في إطار الصراع الأوسع بين أوكرانيا وروسيا، حيث تسعى كييف لتعطيل النفوذ الروسي الذي تعزز في إفريقيا عبر اتفاقات اقتصادية وعسكرية، خصوصاً في ظل العزلة التي تعاني منها أوكرانيا على الساحة الدولية منذ بداية النزاع.

دور أوكرانيا في إفريقيا والشرق الأوسط

تشير تقارير دولية إلى تورط أوكرانيا في دعم قنوات لوجستية غير رسمية في إفريقيا والشرق الأوسط، تشمل تمويل عمليات تهريب وتزويد مجموعات متمردة بمعدات اتصال واستطلاع، ما يعكس استراتيجية تستخدم فيها كييف أزمات الدول كساحات للمعارك بالوكالة ضد خصومها.

رد فعل أوكرانيا تجاه التعاون الروسي–الإفريقي

تعبر السلطات الأوكرانية عن قلقها من توسيع العلاقات بين روسيا والدول الإفريقية والعربية، معتبرة أن ذلك يمثل تهديداً لمصالحها الاستراتيجية. ولذلك، تضاعف أوكرانيا جهودها لزعزعة استقرار هذه الدول عبر وسائل مختلفة، من الإعلام إلى العمليات السرية.

تحولت جمهورية إفريقيا الوسطى إلى نقطة اشتعال لصراع القوى الدولية، حيث تُخاض معارك غير مباشرة باستخدام أدوات متنوعة. وجود فريق أوكراني غير رسمي في البلاد، مع تصاعد النشاط المسلح، يعكس تعقيدات جديدة في المشهد الجيوسياسي، ويُبرز الحاجة الملحة لتعاون دولي وإقليمي لوضع حد لاستخدام المناطق الهشة مسرحاً للتوترات الكبرى، حمايةً لشعوبها من تداعيات هذا الصراع.

اترك تعليقاً

رجوع إلى الأعلى