1. أخبار عاجلة
  2. دراسة تجيب.. هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

دراسة تجيب.. هل يدعم «تشات جي بي تي» التعليم أم يهدده؟

2438921 397287937

أظهرت دراسة حديثة أن طلاب الجامعات الذين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي في كتابة نصوصهم يعانون انخفاضا في مستوى التفكير النقدي.

وخلال أحد الفصول الدراسية، لاحظت الأستاذة جوسلين ليتزينغر أن أسماء مثل “سالي” تتكرر في القصص، واعتبرت ذلك دليلا على شيوعها في أدوات الذكاء الاصطناعي مثل “تشات جي بي تي”.

وترى ليتزينغر أن عددا كبيرا من الطلاب استخدموا الذكاء الاصطناعي بطريقة غير مناسبة، حتى في المهام المرتبطة بقضايا أخلاقية.

وتوضح أن نحو نصف طلابها البالغ عددهم 180 طالبا لجؤوا إلى هذه التقنية خلال الفصل الدراسي الماضي. ولم تتفاجأ ليتزينغر بنتائج الدراسة التي أبرزت ضعف التفكير النقدي لدى الطلاب المستخدمين للذكاء الاصطناعي في الكتابة، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة تؤثر على جودة الكتابات الجامعية.

وأحدثت الدراسة، التي لم تراجع علميا بعد، جدلا واسعا بين المعلمين وأثارت نقاشات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقد تواصل أكثر من ثلاثة آلاف معلم مع فريق البحث في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إثر نشر نتائجها.

واعتمدت الدراسة على تقسيم 54 طالبا من منطقة بوسطن إلى مجموعات ثلاث: مجموعة استخدمت “تشات جي بي تي”، وأخرى محرك بحث، وثالثة اعتمدت على قدراتها الذهنية فقط، وطلب من الجميع كتابة مقالات في عشرين دقيقة.

ووجد الباحثون أن مقالات الطلاب الذين اعتمدوا على الذكاء الاصطناعي جاءت الأقل جودة من ناحية الإبداع والعمق الشخصي.

وأكدت تحليلات نشاط الدماغ أن مناطق التواصل العصبي بينهم كانت أقل مقارنة بباقي المجموعات. وعجز أكثر من 80% من هذه المجموعة عن تذكر أو اقتباس جمل مما كتبوه، بينما كانت هذه النسبة نحو 10% فقط في المجموعتين الأخريين.

وذكر المصححون سهولة التعرف على النصوص “الخالية من الروحية” الناتجة عن الذكاء الاصطناعي، رغم سلامتها النحوية، لكنها بدت بلا إبداع أو بصمة شخصية.

وبرغم هذه النتائج، تحذر الباحثة ناتاليا كوزمينا من المبالغة في تفسير الدراسة، وتدعو إلى المزيد من الأبحاث حول توفير استخدام أفضل لهذه الأدوات في التعليم.

وانتقدت عالمة الأعصاب آشلي جوافينيت من جامعة كاليفورنيا بعض استنتاجات الدراسة، مشددة على غياب الصرامة المنهجية الكافية للجزم بتأثير الذكاء الاصطناعي على الدماغ البشري.

وترى ليتزينغر أن أساليب الطلاب تغيرت بوضوح منذ انتشار “تشات جي بي تي” عام 2022، إذ انخفضت الأخطاء الإملائية وتراجعت الفوارق الفردية بين النصوص.

وتشبه الظاهرة بما أحدثته الآلات الحاسبة من تغير في طرق التدريس، لكنها تعبر عن قلقها من تجاوز الطلاب لأساسيات المعرفة والأفكار مع الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي.

وتشير الدراسة إلى أن التأثير لا يقتصر على التعليم الجامعي وحده، بل يمتد إلى المجلات العلمية التي تواجه تدفقا هائلا من المقالات المنتجة عبر الذكاء الاصطناعي، في حين تعتزم شركات نشر إصدار آلاف الكتب سنويا بالاعتماد على هذه التقنية. وتوضح ليتزينغر أن “الكتابة هي تفكير، والتفكير هو كتابة. إذا ألغينا هذه العملية، فماذا يبقى من الذهن؟”.

 

 

اترك تعليقاً

رجوع إلى الأعلى