التعليم العالي… بين التخصصات والطلبات!

بقلم: د. تركي العازمي
في الصين وبلدان متطورة أوقفت الإيفاد في التخصصات التقليدية وركزت على متطلبات الوقت المعاصر.
وحينما قرأت قائمة التخصصات حسب ما جاء في البعثات الخارجية لوزارة التعليم العالي بلغت حد اليقين أننا في حال علمها عند الله… ويا كثر التخصصات التقليدية!
عند سؤال زميل لي حول طلبات التعليم العالي للطلبة المقبولين في بعثات خارجية، أخذ شهيقاً ولم يخرج الزفير إلا بعد شق الأنفس وبعث لي قائمة بالطلبات وإذا بها مثل ما هي عليه منذ سنوات منها (كشف درجات الصف التاسع باللغة الإنكليزية، كشف درجات المرحلة الثانوية باللغة الإنكليزية، شهادة لمن يهمه الأمر من التأمينات والشؤون… طيب ليش: أين نحن من الحكومة الرقمية)!
وأردف صاحبي بالقول «الفيزا… الله يعينك وإذا تبي تستعجل فيها لازم تدفع أكثر» و«عليك شراء التذكرة وتعال انطر يردون عليك فلوسك»!
سؤالي للمعنيين بالأمر… أليست معظم البيانات موجودة لدى الجهات الحكومية والتي يسهل الربط بينها والحصول على المستندات المطلوبة بكل يُسر؟
وسؤالي للمعنيين: على أي أساس اختيرت تلك التخصصات وما هي حاجة السوق لها… وهل نحن أمام بطالة مقنعة مستقبلية؟
لتعلم وزارة التعليم العالي أن أولياء الأمور في الغالب وضعهم المالي دون المستوى ولماذا المستندات بـ PDF ونعلم أنه حتى وإن استخرجها فالغالب أننا بحاجة لخفض حجم الملف كي يتقبلها النظام.
أعتقد أن تطبيق سهل يتطلب مراجعته ليشمل كل الطلبات ويوفرها للطلبة بيسر و«بضغطة زر»… «الموظف الشامل»!
وأتمنى أن تساهم المكاتب الثقافية بمساعدة الطلبة في الحصول على قبول من الجامعات حسب التخصص المطلوب من الطلبة المقبولين في البعثات.
الغريب أن التخصصات ذاتها معروضة في الجامعات والكليات الحكومية والخاصة «البعثات الداخلية»… مع فارق التشبيه في التحصيل العلمي للمخرجات بينها وبين الجامعات الخارجية حسب تصنيف الجامعات QS.
ناهيك عن الرسائل الواردة من مكاتب تقدم خدماتها للطلبة الباحثين عن قبول في الجامعات الخارجية!
أتمنى من وزارة التعليم العالي أن تُعيد مراجعتها للطلبات والتخصصات بحيث تسهل على الطلبة المقبولين من جهة وتأتي بقائمة من التخصصات غير التقليدية وحسب احتياجات السوق نسبة وتناسب.
الزبدة:
نريد أن يتضمن برنامج عمل الحكومة الرقمية مركزاً للأبحاث والتكنولوجيا المتقدمة وتخصصات في لغات دول العالم الآخر ـ الدول العظمى ـ (لغة صينية، روسية، ألمانية…) شاملة دراسة ثقافة تلك الدول.
نريد أن نعرض التخصصات حسب الاحتياجات الفعلية والمستقبلية للسوق تجنباً لمشكلة البطالة المقنعة في التخصصات التقليدية.
ونريد من المكاتب الثقافية في الخارج المساعدة في حصول الطلبة على القبول والتسهيل على الطلبة ودفع مخصصاتهم بعد استكمال متطلبات البعثة (إلكترونياً): فهل يفعلها التعليم العالي؟… الله المستعان.
نقلا عن صحيفة: الراي
اترك تعليقاً