ذكرى 35 عاماً على الغزو العراقي

بقلم: خالد أحمد الطراح
أيام تفصلنا عن الذكرى الـ 35 على محنة الغزو التي تصادف 2 اغسطس 1990، ولا شك انها ذكرى تستفز العقول وتدمي القلوب، فعاصفة من الاسئلة تتزاحم كلما اقتربت هذه الذكرى وتهاجم بعفوية ذاكرة الاسرة الكويتية بشكل خاص، سواء التي فقدت أحباءها وفلذات اكبادها خلال تلك الأيام الأليمة من تاريخ البشرية وليس تاريخ الكويت فقط.
مشاهد مؤلمة جدا لا يمكن أن تغيب عن ذاكرة المواطن الكويتي من عاش محنة الغزو في الداخل أو الخارج، فقد كانت شهوراً امتزجت بوحشية ومفاجآت سياسية من بعض الدول والقوى السياسية العربية، ولعل المفاجأة الأكبر جاءت بعد قرار الغزو العراقي تتمثل في مواقف بعض الدول العربية والمنظمات التي كانت لها الكويت سندا في التنمية والمساعدات الانسانية، فيما اعتبر البعض بعد التحرير انها “سحابة صيف”!
المشاهد والذكريات المأساوية تظل محفورة في وجدان الإنسان، وكذلك مفاجآت الغدر التي جاءت على يد حفنة من اقاموا في كنف خير الكويت وتنكروا لها، منهم من هم اكاديميون وصحافيون من اصول عربية سرعان ما رفعوا رايات التأييد للغزو وتناسوا صداقات كويتية تقاسمت بصدق معهم تحديات سياسية عربية ودولية.
بالطبع مع ذكرى الغزو تعود إلى ذاكرة كل مواطن، سواء من عايش تلك الفترة أو من ادركها في ما بعد تساؤلات عديدة تأتي في مقدمتها ماذا استفدنا من درس الغزو؟ وماذا اعددنا لمواجهة المستقبل المتمثل في 35 عاماً؟
الاجابة لم تكن موجودة منذ الأيام الاولى من التحرير وحتى اليوم، للأسف الشديد، على الرغم من جهود ومساع خيرة من مجاميع كويتية في استشراف كويت المستقبل بعد الغزو.
من بين هذه الجهود، اتذكر جيدا مبادرة وطنية برعاية وتمويل الأخت الفاضلة الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح، اطال الله في عمرها، في تبني حوار كويتي في العاصمة المصرية بعد التحرير، شاركت فيه معظم اطياف وشرائح المجتمع الكويتي من دون استثناء إن لم تخن الذاكرة، وقد اشرف على تنظيمه السيد علي الدين هلال، الوزير المصري الاسبق وتم تنظيمه في فندق ماريوت الزمالك.
كان الحوار متنوعا وبناء على الرغم من تباين بعض وجهات النظر، إلا أن الحوار في مجمله كان مفيدا، ويكفي انه جمع ممثلين عن التيارات السياسية الكويتية المختلفة، وكانت فرصة لمناقشة مستقبل الكويت بعد محنة الغزو العراقي وعودة الحياة الديموقراطية.
اترك تعليقاً