1. مقالات
  2. القوامة مسؤولية وليست لقباً

القوامة مسؤولية وليست لقباً

8e5b4945 18d2 4ec6 b8bd b29bfb6285f5 1

بقلم : د. عيسى فلاح العازمي

من أخطر ما نراه اليوم في بعض البيوت، اتكالية بعض الأزواج على الزوجات، بحجة أن لها راتباً وسيارة وقدرة على إدارة المنزل. فتجدها تصرف وتدبر وتتحمل الأعباء، بينما الزوج يكتفي بالوجود الشكلي، وكأنه مجرد شريك للتكاثر لا أكثر ولا أقل!

هذه الظاهرة تُنتج نساءً لا يحترمن القوامة ولا يرضين بها، لأنهن لم يرينها واقعاً. والحق أن القوامة التي منحها الله للرجل ليست امتيازاً بلا مقابل، بل هي تكليف ومسؤولية. قال تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ}، أي قائمون عليهن بالإنفاق والرعاية والحماية.

الرجولة الحقيقية ليست في الصوت العالي أو كثرة الأوامر، وإنما في أن تكون السند وقت الحاجة، والدرع وقت الخطر، والممول وقت الضيق. أن ترى بيتك مسؤوليتك، وعيالك أمانتك، وزوجتك شريكة حياتك لا ممولك الشخصي.

انظر لرجال الأمس، كان أحدهم يبيع ما يملك ليسدد دين أسرته، ويعمل ليله ونهاره حتى لا يمد يده لامرأته. وكان يرى أن عيباً أن تنقص بيته حاجة وهو قادر على السعي. وكان إذا مرض أحد في البيت، هو أول من يقف على الباب قبل الأطباء.

وفي السنة النبوية، كان النبي ﷺ يقول: «كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت»، فترك المسؤولية تقصير محرم، وإلقاء العبء على الزوجة خيانة للأمانة التي استرعاك الله عليها.

وتذكر يا رجل أن أبناءك يتعلمون منك قبل أن يسمعوا منك، فإذا رأوك متحملاً لمسؤولياتك، واقفاً في الصف الأول لحماية ورعاية أسرتك، نشأوا على حب الرجولة الحقة واحترام القوامة. أما إذا رأوك متكاسلاً متخلياً، نشأوا على أن الاتكالية أمر عادي، وضاعت المعاني.

الرجولة موقف ومسؤولية وأمانة، وليست مجرد اسم في عقد الزواج

اترك تعليقاً

رجوع إلى الأعلى