1. حول العالم
  2. من يحمي الإنجليز في وطنهم؟.. الهجرة تُفجّر غضب بريطانيا

من يحمي الإنجليز في وطنهم؟.. الهجرة تُفجّر غضب بريطانيا

buses oxford street

منذ صعود حزب العمال إلى الحكم في يوليو 2024، اجتاحت بريطانيا موجة غير مسبوقة من الهجرة غير الشرعية، تجاوزت 50 ألف مهاجر خلال عام واحد فقط، لتسجّل حكومة كير ستارمر أسوأ حصيلة مقارنة بسابقيه. الشرارة جاءت من جريمة اغتصاب طفلة قاصر في أيرلندا الشمالية على يد مهاجرين، لتنفجر بعدها احتجاجات واسعة سرعان ما تحولت إلى اضطرابات عنيفة.

غير أن ما حدث لم يكن معزولًا، بل استمرارًا لمسار دموي طويل:

  • 2013: اغتيال الجندي لي ريغبي في لندن على يد مهاجرين نيجيريين.

  • 2017: هجوم مانشستر الانتحاري في حفل أريانا غراندي.

  • 2019: اعتداء إرهابي على جسر لندن.

  • 2023: مواجهات عنيفة بين السكان والمهاجرين في ميدلزبره وبولتون.

  • 2024: مقتل ثلاث فتيات في ساوثبورت على يد نجل مهاجر رواندي.

رغم هذه الوقائع، عجزت الحكومات المتعاقبة عن تقديم حلول حقيقية. العنف العِرقي في تصاعد، والمدارس تعكس التحوّل الديموغرافي: 72 مدرسة بلا تلميذ أبيض، وفي ربع مدارس إنجلترا أصبح الأطفال الإنجليز أقلية. الأمر الذي دفع كثيرًا من الأسر إلى الخوف من إرسال أبنائهم إلى التعليم.

لكن بدلاً من حماية المواطنين، تركز السلطات على قمع المحتجين واعتقالهم، كما في ساوثبورت، فيما تُعامل المخاوف الشعبية من الهجرة على أنها “تطرف” ضمن برنامج Prevent. لتظهر صورة صادمة: المهاجرون محميون أكثر من السكان الأصليين.

أما وعود كير ستارمر بتشديد سياسة الهجرة، فتبقى شعارات انتخابية بعد هزيمة حزبه في انتخابات مايو 2025. لتبقى أحداث أيرلندا الشمالية مجرد بداية لانفجار اجتماعي أكبر يهدد استقرار المملكة المتحدة.

كيف يتغدى اليمين المتطرف من قضايا الهجرة؟

يرتبط التطرف اليميني بقضايا الهجرة واللجوء ارتباطاً وثيقاً في بريطانيا، معضلة لها تأثير كبير على المناخ السياسي والاجتماعي. وفي العقود الأخيرة، زاد الجدل حدة بهذا الشأن، مما أدى في بعض الأحيان إلى إعطاء دفع كبير للتطرف اليميني. ولا ننسى أن موضوعات الهجرة والاندماج كانت من القضايا الرئيسية في النقاشات الساخنة خلال البريكست، الذي أفضت بالبلاد إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وللتطرف اليميني في بريطانيا جذور تاريخية عميقة، تمتد إلى فترة ما بين الحربين العالميتين وما بعدهما. وفي العقود الأخيرة تجلت في أشكال مختلفة، من الجماعات المنظمة سياسيا مثل الحزب الوطني البريطاني (BNP)، إلى الشبكات الأقل تنظيماً مثل رابطة الدفاع الإنجليزية (EDL). وغالباً ما تستخدم هذه المجموعات الهجرة كقضية رئيسية لإثارة المخاوف بين السكان وكسب الدعم الشعبي لأيديولوجيتها.

صحيفة “أفتونبلاديت” السويدية، ذات التوجه الديمقراطي الاشتراكي (السابع من أغسطس / آب 2024) علقت وقالت: “سيُسجل يوم 29 يوليو (تموز) في التاريخ بسبب الجريمة المجنونة، ولكن أيضاً بسبب ارتداداته الزلزالية. أعمال العنف عمت جميع أنحاء بريطانيا، حيث احترقت السيارات ونهبت المتاجر واشتبك المتظاهرون مع الشرطة. ليس من المستغرب أن يشعر الناس بغضب هائل بعد القتل الوحشي لثلاثة أطفال. لكن الاحتجاجات والاضطرابات سرعان ما اتخذت منحى غير سار. إنه كوكتيل مولوتوف من التضليل الروسي والتطرف اليميني وإيلون ماسك (..) تم حظر تومي روبنسون، أحد مؤسسي المنظمة اليمينية المتطرفة English Defense League، من منصة إكس (تويتر آنذاك) في عام 2018، لكن إيلون ماسك سمح له بالعودة في عام 2023 ومعه أتباعه البالغ عددهم حوالي 880 ألفاً، يعد روبنسون قوة دافعة في الفوضى السائدة حالياً في بريطانيا”.

اترك تعليقاً

رجوع إلى الأعلى