1. أخبار عاجلة
  2. «نزاع ممتد منذ 2015» كيف تطور الخلاف بين ماسك وألتمان؟

«نزاع ممتد منذ 2015» كيف تطور الخلاف بين ماسك وألتمان؟

Z1 yipbqstJ98hmn ulerpool Elon Musk gegen Sam Altman Der Kampf um die Krone der Kunstlichen Intelligenz

في عالم التكنولوجيا المتسارع، حيث تتنافس العقول الكبرى على تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي، يبرز إيلون ماسك مرة أخرى كلاعب رئيسي في هذا المشهد المتغير.

فبعد سنوات من الانفصال عن شركة أوبن أيه آي (OpenAI) التي ساهم في تأسيسها، يعود بعرض ضخم يبلغ 97.4 مليار دولار، ولكن بشرط واحد؛ أن تتراجع الشركة عن خططها للتحول إلى كيان ربحي. هذه المواجهة ليست مجرد معركة تجارية، بل صراع على المبادئ والرؤى لمستقبل الذكاء الاصطناعي.

عرض مشروط

وفق ما نشرت صحيفة الجارديان البريطانية، قدّم ماسك هذا العرض من خلال فريقه القانوني في محكمة بكاليفورنيا، مؤكدًا أن التزام OpenAI برسالتها الخيرية الأصلية هو شرط أساسي لسحب العرض. وقال محاموه في بيان رسمي:

“إذا كان مجلس إدارة OpenAI مستعدًا للحفاظ على مهمة المؤسسة الخيرية والتراجع عن خطة التحول إلى الربحية، فإن ماسك سيسحب عرضه. وإلا، فيجب تعويض المؤسسة بالقيمة العادلة لأصولها كما سيحددها أي مشتري محايد.”

ويأتي هذا العرض بعد أيام فقط من إعلان مجموعة من المستثمرين بقيادة ماسك نيتهم الاستحواذ على الحصة المسيطرة في الشركة، في تطور يزيد من تعقيد النزاع بين ماسك وسام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI.

رفض حاسم من OpenAI وقيادتها

لم يتأخر رد ألتمان على العرض المفاجئ، حيث أعلن عبر منصات التواصل الاجتماعي أن الشركة ليست للبيع، مؤكدًا ذلك خلال قمة للذكاء الاصطناعي في باريس. كما دعم رئيس مجلس الإدارة، بريت تايلور، هذا الرفض خلال حدث آخر عُقد أمس، مما يعكس موقفًا موحدًا ضد محاولة الاستحواذ.

وقد أثارت هذه التطورات تساؤلات حول مستقبل OpenAI، التي بدأت كمؤسسة غير ربحية تهدف إلى تطوير ذكاء اصطناعي متقدم لصالح البشرية، قبل أن تتجه نحو نموذج أكثر ربحية مع توسع أعمالها واستثماراتها.

تاريخ طويل من النزاع بين ماسك وألتمان

يعود الخلاف بين ماسك وألتمان إلى عام 2015، حين شاركا في تأسيس OpenAI برؤية مشتركة. إلا أن التوتر بدأ في الظهور لاحقًا، حيث انسحب ماسك من مجلس الإدارة عام 2018 بعد صراع على القيادة، ثم أسس شركته الخاصة إكس إيه آي(xAI)، التي تعد منافسًا مباشرًا لـOpenAI.

وخلال السنوات الماضية، تكررت المواجهات القانونية بين الطرفين، حيث رفع ماسك دعاوى قضائية ضد OpenAI، ثم سحبها، ليعود ويرفع دعوى جديدة في عام 2024، متهمًا الشركة بانتهاك اتفاقياتها الأصلية وتحويل مسارها إلى الربحية على حساب المصلحة العامة.

في أحدث تصريحاته خلال مشاركته عبر مكالمة فيديو في القمة العالمية للحكومات في دبي، وجه ماسك انتقادات حادة لإدارة ألتمان، مشبهًا تحول OpenAI إلى الربحية بمؤسسة بيئية مكرسة لإنقاذ غابات الأمازون تتحول فجأة إلى شركة لتقطيع الأشجار وبيع الأخشاب.

من جانبه، رفض ألتمان هذه الاتهامات، مشيرًا إلى أن خطوات OpenAI تهدف إلى تحقيق التوازن بين الابتكار والاستدامة المالية، وليس مجرد تحقيق الأرباح. كما يرى مراقبون أن ماسك، بصفته مؤسس شركة xAI المنافسة، قد يكون مدفوعًا بدوافع تنافسية أكثر من مجرد الدفاع عن المبادئ الأصلية لـOpenAI.

في إطار محاولته لوقف تحول OpenAI إلى كيان ربحي، لجأ ماسك إلى القضاء الفيدرالي في كاليفورنيا، متهمًا الشركة بانتهاك عقودها والتورط في ممارسات مناهضة للمنافسة.

إلا أن القاضي الفيدرالي الذي ينظر في القضية أعرب عن شكوكه حيال بعض ادعاءات ماسك، ولم يصدر حكمًا نهائيًا حتى الآن، مما يترك الباب مفتوحًا أمام المزيد من التوترات والمفاوضات في الأشهر المقبلة.

ما التالي؟ مصير OpenAI في مهب الريح

بين عرض استحواذ ضخم، ورفض قاطع من قيادة OpenAI، ومواجهات قانونية لم تُحسم بعد، يبدو مستقبل الشركة معلقًا بين رؤيتين متناقضتين:

1. الاستمرار في التحول إلى كيان ربحي قادر على المنافسة في سوق الذكاء الاصطناعي المتنامي.

2. العودة إلى الجذور كمؤسسة غير ربحية تركز على خدمة المصلحة العامة دون اعتبارات تجارية.

في ظل هذا الصراع، تتحدد ملامح المرحلة القادمة بين رؤيتين متباينتين؛ رؤية ماسك التي تسعى للحفاظ على الطابع غير الربحي لـOpenAI، ومسار الشركة نحو الاستقلال المالي والتوسع في سوق الذكاء الاصطناعي. هذا النزاع المستمر لا يقتصر على الصعيد القانوني والإداري فحسب، بل يمتد ليشكل مستقبل التكنولوجيا وأثرها على العالم، حيث ستحدد القرارات القادمة الاتجاه الذي سيسلكه الذكاء الاصطناعي في السنوات المقبلة.

اترك تعليقاً

رجوع إلى الأعلى