ترامب يعلن الحرب الاقتصادية وجنوب أفريقيا ترد.. تفاصيل الأزمة
في الوقت الذي تتصاعد فيه التوترات السياسية على الساحة الدولية، يطل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات نارية قد تترك آثارًا عميقة على العلاقات بين الولايات المتحدة وجنوب أفريقيا.
في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها جنوب أفريقيا، تهدد الإدارة الأمريكية بقطع المساعدات التي تقدمها لهذا البلد بسبب قانون مثير للجدل حول مصادرة الأراضي.
السياسات الجنوب أفريقية
تشير فاينانشال تايمز البريطانية إلى أنه في تصعيد غير مسبوق، يهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف جميع المساعدات المستقبلية لجنوب أفريقيا في أعقاب قرار الحكومة الجنوب أفريقية بمصادرة الأراضي من دون تعويض. وفق ما نشرت.
وفي منشور له عبر منصة “تروث سوشال”، يقول ترامب إلى أن السياسات الجديدة تتيح للحكومة مصادرة الممتلكات بشكل غير عادل، معتبراً أن السلطات الجنوب أفريقية تتعامل “بقسوة” مع فئات معينة من الشعب. تهديد ترامب بقطع المساعدات أثار ردود فعل سريعة، وتسبب في انخفاض كبير في قيمة العملة الجنوب أفريقية (الراند) مقابل الدولار الأمريكي.
رد فعل رامافوزا
في أول رد فعل رسمي، يُصرح الرئيس سيريل رامافوزا بأن حكومته تتطلع إلى “التفاعل” مع الولايات المتحدة في ما يتعلق بسياسة الإصلاح الزراعي، مع تأكيده أن القانون الذي يعزز عملية مصادرة الأراضي هو “إجراء قانوني تم اعتماده وفقاً للدستور”.
كما يشدد على أن الحكومة الجنوب أفريقية لم تصادر أي أراضٍ حتى الآن، وأن التشريع الجديد يهدف إلى تصحيح الأضرار التاريخية التي لحقت بملايين المواطنين السود في عهد الفصل العنصري. يأتي هذا في وقت حساس بالنسبة للبلاد، التي تشهد تحديات داخلية وخارجية كبيرة.
مشروع مصادرة الأراضي
قانون مصادرة الأراضي الذي أقره الرئيس رامافوزا الشهر الماضي يمثل خطوة نحو إصلاحات عميقة في هيكل ملكية الأراضي في جنوب أفريقيا. القانون يتيح للحكومة مصادرة الأراضي دون تعويض في حال اعتبرتها “عادلة ومنصفة”.
هذا التشريع يحل محل قوانين قديمة تعود إلى حقبة الفصل العنصري، حيث كانت آلاف العائلات غير البيضاء تُجبر على ترك أراضيها لصالح الأقلية البيضاء. هذه الخطوة تهدف إلى تمكين السود من استعادة حقوقهم في ملكية الأراضي، في مسعى لتقليص الفجوات التاريخية والاجتماعية.
المساعدات الأمريكية
من جهة أخرى، تقدر المساعدات الأمريكية لجنوب أفريقيا بحوالي 440 مليون دولار في عام 2023، إلا أن قرار ترامب بتجميد تلك المساعدات لمدة 90 يومًا قد يسبب خللاً اقتصاديًا في بعض القطاعات.
مع ذلك، يشير العديد من المحللين إلى أن التأثير الفعلي لهذا القرار قد يكون محدودًا، خصوصًا في القطاعات غير المرتبطة بمكافحة الإيدز، التي لا تزال أحد المجالات الرئيسية التي تمولها الولايات المتحدة. وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا الموقف يعكس توترات متزايدة في العلاقات بين الدولتين، قد تؤثر على الأمن الإقليمي والاقتصادي.
جنوب أفريقيا تواجه الضغوط
على الصعيد المحلي، يشير غوي دي مانتاشي، وزير المناجم في جنوب أفريقيا، إلى أن القارة الأفريقية يجب أن تتخذ موقفًا موحدًا ضد التهديدات الأمريكية. ويوضح أن “أفريقيا تمتلك موارد حيوية لا غنى عنها للعالم”.
ويقول: “إذا أرادوا أن يوقفوا التمويل، فلتتوقف صادراتنا من المعادن إليهم”. ويرى البعض أن هذه التصريحات قد تكون بداية لرد فعل منسق على مستوى القارة، قد يكون له تأثير كبير على العلاقات الاقتصادية العالمية.
اترك تعليقاً